ملوكهم، لا رأي لهم في الحياة ولا هم سوى العيش تحت اي لواء كان.
من هي هذه الاكثرية؟ وكيف يمكن قيادتها؟
يقول المؤرخ المعروف" ارنولد توينبي" في كتابه مختصر دراسة التاريخ::" ان المجتمع البشري اشبه ما يكون بالجسم البشري فكما ان جسم الانسان فيه اعضاء موجهة ن واخرى تتلقى التوجيهات، فكذلك المجتمع البشري فيه اقلية مبدعة وخلاقة توجه، واكثرية عاملة تتوجه".
وهذه الحقيقة تحكم كل المجتعات البشرية فالمجتمع الامريكي مثلا، اكثر الذين ينتخبون الرئيس فيه لا يعرفونه، انما يتبعون وينقادون للحملات الاعلامية التي يقودها هذا المرشح او ذاك. وكذلك الاتحاد السوفياتي، اكثر الناس لا يعرفون ماهي القضايا الساسية، والاجتماعية التي تجري في البلد، وانما ينقادون وراء الاعلام الموجه.
انهم يثقون بصحيفة وبخطها السياسي او بحزب وخطه الفكري، او قد يثقون بشخص وبفكره وتوجيهه، فيقلدونه ويتبعون كلامه،، على درجات مختلفة في التقليد.
وهذه الاكثرية لا تريد من حكومتها الا ان توفر لها قدرا من الامن والرفاه، فهي تقنع بالعفاف والكفاف، حتى ان الطليعة الواعية حينما تقول للناس بان الوضع شاذ ويجب تغييره، فانهم يتعجبون منهم وربما لا يصدقونهم.
بين الثورة والسكوت:
ان الانسان- اي انسان- تحكمه حالتان، حالة الثورة والسعى الدائم من اجل المزيد من التقدم والرفاه، وحالة القناعة والسكوت.
والحالة الثانية موجودة عند اغلب الناس، وخصوصا اولئك الذين لاحظ لهم من العلم والوعي الا القليل. يرضون بالكفاف والعفاف، ويطالبون بحكومة توفر لهم ادنى قدر من احتياجاتهم الضرورية الا انه في الواقع الاجتماعي هناك احساس غريب عند الانسان لا يعرف طبيعته ولكن يحن اليه حنانا، وهو ان تكون الحكومة القائمة في بلده