responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 96

الإمام عليه السلام وما راعه إلَّا حكم علي عليه السلام بفصله وتولية غيره!!.

وكان الإمام عليه السلام أعلم من غيره بواقع معاوية، وأن مسيره إليه لا يعني النصر عليه بالتأكيد، إذ إن جيش معاوية المتماسك ذي الولاء الجاهلي، يختلف عن جيشه الذي تتضارب أهواؤهم ولم يخلص ولاؤهم، بالرغم من وجود قلة مؤمنة فيهم.

وقد صَرَّح بذلك في أكثر من مناسبة، فقال لجيشه مرة:

«وَالله لَوَدِدْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ صَارَفَنِي بِكُمْ صَرْفَ الدِّينَارِ بِالدِّرْهَمِ، فَأَخَذَ مِنِّي عَشَرَةَ مِنْكُمْ وَأَعْطَانِي رَجُلًا مِنْهُم!» [1]

. وقبل المسير إلى الشام قال أحد قادة جيش الإمام للثاني وهو يسمعهما: «إِنَّ يَوْمَنَا وَيَوْمَهُمْ لَيَوْمٌ عَصِيبٌ مَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ إِلَّا كُلُّ قَوِيِّ الْقَلْبِ صَادِقِ النِّيَّةِ رَابِطِ الْجَأْشِ.

وأضاف القائل، وهو زياد بن النضر الحارثي لعبد الله بن بديل: «وَايْمُ الله مَا أَظُنُّ ذَلِكَ الْيَوْمَ يَبْقَى مِنَّا وَمِنْهُمْ إِلَّا رُذَالًا [رُذَالٌ].

فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ بُدَيْلٍ: وَأَنَا وَالله أَظُنُّ ذَلِكَ.

فنظر إليهما الإمام عليه السلام، وكأنه يؤيدهما، ولكنه يطالبهما بمراعاة ظروف الحرب، وقال:

«لِيَكُنْ هَذَا الْكَلَامُ مَخْزُونًا فِي صُدُورِكُمَا، لَا تُظْهِرَاهُ وَلَا يَسْمَعْهُ مِنْكُمْ سَامِعٌ. إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْقَتْلَ عَلَى قَوْمٍ وَالمَوْتَ عَلَى آخَرِينَ وَكُلٌّ آتِيَةٌ مَنِيَّتُهُ كَمَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ، فَطُوبَى لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالمَقْتُولِينَ فِي طَاعَتِه» [2]


[1] بحار الأنوار، ج 34، ص 135.

[2] بحار الأنوار، ج 32، ص 403.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست