responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 95

صفّين المنعطف الخطير:

وكانت لا تزال أمام الإمام عقبة كأداء لابد من تجاوزها حتى يُقيم العدالة ويُجري أحكام الله، فهذا معاوية بن أبي سفيان قائد الردة الجاهلية يُعَبِّئُ إليه كل الحاقدين على الإسلام، والموتورين، وبقايا العهد البائد، ويجمع إليهم الطامعين والأثرياء المترفين. وقد أركز نفسه في الشام منذ أن ولَّاه عليها الخليفة الثاني بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان، قائد جيوش الشام. وقد حاول الخليفة الثاني جلب رضا بني أمية- القوة السياسية والعسكرية الأكثر تماسكًا والأبعد عن الدين-، وقد زعم الحزب الأموي أن الشام قد أضحت إقطاعة خالصة لهم وإلى الأبد، فركز قواه العسكرية هناك، ولم يتصور أنَّ حاكمًا في البلاد يجرؤ على مطالبتهم بها، مادام الخليفة الثاني الأقوى بين الخلفاء غضَّ طرفه عمَّا يجري في الشام من تدعيم وجود الحزب المنافس للإسلام.

وكان يستثني الشام من قوانينه المشددة، كقانون: من أين لك هذا؛ الذي اخترعه لمقاومة الترف الذي هبط إليه الحكام الجُدُد، حتى أبو هريرة الرَّاوية المعروف، لم ينجُ من هذا القانون الصارم، ففقد الكثير مما جمعه في البحرين تبعًا له، في حين أن معاوية وحزبه الأموي، الذي كان يُرسي قواعد ملكه العضوض في الشام، ويجمع الثروات الطائلة، ويُغدق الهبات السخية على المنتفعين، كان يُستثنى منهم. وحينما قيل له في ذلك برَّر سكوته عنه بأنه يُمَثِّل عز الإسلام. ولا تظن أنه كان قادرًا على ضبط معاوية دون أن يدفع ثمنًا باهضًا. وفعلًا قد دفع حياته ثمنًا لبعض الضغط على الحزب الأموي في العاصمة وليس في الشام.

هكذا زعم معاوية أن بإمكانه أن يبقى حاكمًا على الشام في عهد

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست