responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 91

أهل البصرة ضد الخليفة الثالث، ويُحرِّضهم على قتله، يأتي بنفسه إلى البصرة وينادي مناديه: «من كان فيهم أحد ممن غزا المدينة فليأتنا به» فجيء بهم فقتلوا ولم ينجُ منهم إلَّا قليل.

بالأمس كان يقودهم، واليوم ينقلب عليهم ويقتلهم. أوليس هذا غريبًا؟ بَلَى، ولكن طلحة كان بالأمس قائدًا، وأصبح اليوم رقمًا في حسابات بني أمية، وأضحى يُصفِّي حزبه بنفسه.

ولم يكن يشك أمير المؤمنين في وجوب قتالهم؛ لأنه كان يعرف طبيعتهم وأهدافهم الخبيثة، ولأن رسول الله صلى الله عليه واله كان قد أخبره بمسيره إليهم، وأنه سوف يقتل الناكثين. نعم، إنه لاقى صعوبة حقيقية في توعية الناس، ولولا أهل البصائر من المهاجرين والأنصار الذين نهضوا معه ضد الفئة الناكثة، وآزروه ونصروه بالقوة ذاتها التي آزروا بها رسول الله صلى الله عليه واله؛ لكانت قريش بمكائدها وقوّتها وعصبياتها تُشكِّل خطرًا حقيقيًّا ضد بقاء الإسلام.

ولقد استنهض الإمام عليه السلام جيش الكوفة الذين فتحوا بلاد فارس، ثم استقروا هناك يحمون ثغور الإسلام ويبعثون بالسرايا لفتح المزيد من البلاد، وإنما اختارهم لعلمه بوجود أهل البصائر من أصحاب النبي صلى الله عليه واله والفقهاء والقُرَّاء بينهم. ولقد قال لهم حين التقى بهم في منطقة ذي قار:

«يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ! إِنَّكُمْ مِنْ أَكْرَمِ المُسْلِمِينَ وَأَقْصَدِهِمْ تَقْوِيمًا، وَأَعْدَلِهِمْ سُنَّةً، وَأَفْضَلِهِمْ سَهْمًا فِي الْإِسْلَامِ، وَأَجْوَدِهِمْ فِي الْعَرَبِ مَرْكَبًا وَنِصَابًا، أَنْتُمْ أَشَدُّ الْعَرَبِ وُدًّا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه واله وَأَهْلِ بَيْتِهِ عليهم السلام، وَإِنَّمَا جِئْتُكُمْ ثِقَةً- بَعْدَ اللهِ- بِكُمْ لِلَّذِي بَذَلْتُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عِنْدَ نَقْضِ طَلْحَةَ

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست