responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 92

وَالزُّبَيْرِ وَخُلْفِهِمَا [خَلْعِهِمَا] طَاعَتِي وَإِقْبَالِهِمَا بِعَائِشَةَ لِلْفِتْنَة» [1]

. ولقد استمرت عرب الكوفة، في ولائها لآل البيت ومحاربتها للخط الأموي حتى أزال الله دولة بني أمية في عهد العباسيين.

وحينما عَبَّأ الإمام عليه السلام جيشه، سار بهم إلى البصرة حتى وردها، وألقى خطابًا هامًّا بيَّن فيه مشروعية قتاله للناكثين، كما أوضح استراتيجية حربه هذه، فقال فيما قال:

«عِبَادَ اللهِ!. انْهَدُوا إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ مُنْشَرِحَةً صُدُورُكُمْ بِقِتَالِهِمْ فَإِنَّهُمْ نَكَثُوا بَيْعَتِي، وَأَخْرَجُوا (ابْنَ حُنَيْفٍ) عَامِلِي بَعْدَ الضَّرْبِ المُبَرِّحِ وَالْعُقُوبَةِ الشَّدِيدَةِ، وَقَتَلُوا السَّبَابِجَةَ، وَمَثَّلُوا بِحَكِيمِ بْنِ جَبَلَةَ الْعَبْدِيِّ، وَقَتَلُوا رِجَالًا صَالِحِينَ، ثُمَّ تَتَبَّعُوا مِنْهُمْ مَنْ نَجَا يَأْخُذُونَهُمْ فِي كُلِّ حَائِطٍ وَتَحْتَ كُلِّ رَابِيَةٍ ثُمَّ يَأْتُونَ بِهِمْ فَيَضْرِبُونَ رِقَابَهُمْ صَبْرًا، مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ! انْهَدُوا إِلَيْهِمْ وَكُونُوا أَشِدَّاءَ عَلَيْهِمْ وَالْقَوْهُمْ صَابِرِينَ مُحْتَسِبِينَ، تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ مُنَازِلُوهُمْ وَمُقَاتِلُوهُمْ وَلَقَدْ وَطَّنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ عَلَى الطَّعْنِ الدَّعْسِيِّ وَالضَّرْبِ الطِّلَحْفِيِّ وَمُبَارَزَةِ الْأَقْرَانِ، وَأَيُّ امْرِئٍ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رِبَاطَةَ جَأْشٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَرَأَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلًا فَلْيَذُبَّ عَنْ أَخِيهِ الَّذِي فُضِّلَ عَلَيْهِ كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَه» [2]

. وكان الإمام عليه السلام يرفض معاملة الناكثين كما لو كانوا كفارًا، بل منع أصحابه من المبادرة بالقتال، ولم يأذن لهم به إلَّا بعد أن رمى أصحاب الجمل عسكره بالنبل رميًا شديدًا متتابعًا، فضج إليه أصحابه وقالوا: «عقرتنا سهامهم يا أمير المؤمنين»، فلم يأذن لهم حتى بعث إلى عسكر البصرة رجلًا يحمل مصحفًا ويدعوهم إلى التحاكم إليه فقتلوه، فأصدر أمره بقتالهم.


[1] بحار الأنوار، ج 32، ص 115.

[2] بحار الأنوار، ج 32، ص 171.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست