أَنَّهُ أَقَامَ عَلِيًّا عليه السلام، يَعْنِي فِي يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ، فَقَالَتِ: الْأَنْصَارُ مَا أَقَامَهُ إِلَّا لِلْخِلَافَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا أَقَامَهُ إِلَّا لِيَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّهُ مَوْلَى مَنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله مَوْلَاهُ، وَأَكْثَرُوا الْخَوْضَ فِي ذَلِكَ، فَبَعَثْنَا رِجَالًا مِنَّا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: قُولُوا لَهُمْ:
عَلِيٌّ عليه السلام وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ بَعْدِي وَأَنْصَحُ النَّاسِ لِأُمَّتِي.
وَقَدْ شَهِدْتُ بِمَا حَضَرَنِي فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتًا.
10- ثُمَّ قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! اشْهَدُوا عَلَيَّ أَنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي هَذَا المَكَانِ، يَعْنِي الرَّوْضَةَ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَهُوَ يَقُولُ:
أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا عَلِيٌّ إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِي وَوَصِيِّي فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ وَفَاتِي، وَقَاضِي دَينِي، وَمُنْجِزُ وَعْدِي، وَأَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي عَلَى حَوْضِي، فَطُوبَى لِمَنْ تَبِعَهُ وَنَصَرَهُ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ وَخَذَلَهُ.
11
- وَقَامَ مَعَهُ أَخُوهُ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ فَقَالَ: سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله يَقُولُ: أَهْلُ بَيْتِي نُجُومُ الْأَرْضِ، فَلَا تَتَقَدَّمُوهُمْ وَقَدِّمُوهُمْ، فَهُمُ الْوُلَاةُ بَعْدِي. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: وَأَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ؟.
فَقَالَ صلى الله عليه واله: عَلَيٌّ وَالطَّاهِرُونَ مِنْ وُلْدِهِ.
وَقَدْ بَيَّنَ عليه السلام، فَلَا تَكُنْ يَا أَبَا بَكْرٍ أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ، وَلا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ، وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
12- ثُمَّ قَامَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: اتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ فِي أَهْلِ