responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 99

ثبات النفس وهدوئها، لما كان الانعكاس سليمًا. ومن هنا فإن النفوس المتوترة لا تستطيع إحراز معرفة صادقة.

وفيما لو التقطنا صورة علمية عن لحظة معينة، مثلًا أردنا التركيز على معرفة حالة النهر في وقت معين (أو قل حالة القمر في ليلة الخسوف ساعة معينة)، فإن هذه المعرفة لا ترتبط بجريان النهر أو دوران القمر، بل هي أشبه شيء بلقطة فتوغرافية عن حالة السيل المتدفق تعكس حالة معينة، ولكنها تعكسها بصورة ثابتة لا تتغير.

ولو أردنا التقاط صورة معينة عن وضع تاريخي معين، مثلًا عن حوادث النصف الأول من القرن العشرين، فماذا كان يعني هذا؟ يعني تقدم البشرية في غزو الفضاء، واستغلال الذرة لشؤون السلم وتلاشي الحياد الإيجابي وبروز الصين كقوة عالمية و .. و .. إن هذه اللقطة جامدة رغم أن الحياة ستتطور، ولا يمكن لهذه اللقطة أن تتغير إن كانت صحيحة وأمينة. هل يمكن مثلًا أن يكون هبوط أول إنسان على سطح القمر (عام 1969) حقيقة ثم لا تلبث أن تصبح باطلة؟ كلا؛ لأنها لقطة عن لحظة معينة من تاريخ هذا النهر الجاري. وهل يمكن أن يكون عودة لونا 16 من رحلته القمرية صحيحة اليوم، ولكنها تتطور- كعلم وكحقيقة- فتصبح باطلة غدًا؟ كلا؛ لأنها أيضًا لقطة، فهي لا تتطور وإن كان الإنسان يتطور إلى مرحلة أبولو أو ساليوت؟!.

والقول بأن المعرفة تنمو وتتكامل سخيف تمامًا، كالقول بأن المرآة هي التي تتحرك، وأن الصورة الفتوغرافية خاطئة لأنها لا تعكس جميع الحالات!.

نقد النسبية التطورية:

بعد هذه الملاحظات التمهيدية ينبغي أن ننقد النسبية التطورية:

قالت أن الحقيقة تتطور. وفي سبيل نقد هذه الفكرة، نسأل: ماذا تعني هذه اللفظة؟.

إنها أمام شقوق مختلفة:

ألف: هل تعني أن الحقيقة هي معرفة الواقع الموضوعي، وبما أن الواقع الموضوعي يتطور فالمعرفة لابد أن تتطور وفقه، لأنها أمينة في إراءتها .. فمثلًا نحن نعلم الآن أن الوقت نهار، وفي الليل لابد أن نعلم- إن كنا حقيقيين- أن الوقت الآن هو ليل. فالحقيقة تطورت حسب تطور الواقع .. وهذا أمر موغل في البساطة يعرفه الأطفال ولا داعي لذكره في

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست