responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 98

بإمكان التناقض ولكنهم إنما عنوا به (كل تقابل ...).

وقلنا: باستحالة التناقض وقصدنا ما يكون منه (اجتماع الوجود والعدم) فقط. والبون بعيد، ولكن الاختلاف قائم على أشده.

هيغل ومن ورائه الماركسيون قالوا بإمكانية التناقض وكل أمثلتهم تدل على أنهم أرادوا منه مطلق تقابل شيء مع شيء آخر. فقالوا:

ألف: الدجاجة تتناقض مع الفروجة، وهي تتناقض مع البيضة!.

باء: وأن الهزيمة والانتصار وهما تتعاقبان في الجيش نوع من اجتماع النقيضين!.

جيم: وأن الثمرة تتناقض مع الشجرة!.

واضح أن المقصود في كل ذلك مجرد نوع من التقابل الذي لم ينكره أحد من الفلاسفة، وليس معنى التناقض لدى هيغل اجتماع الوجود والعدم في شيء واحد ووقت واحد. وهل يمكن أن يكون هناك عاقل يعترف بإمكانية اجتماع وجود زيد وعدمه في الزمان ذاته؟ وإمكانية صحة قانون وبطلانه؟ وإمكانية أن يكون الجيش في معركة واحدة منتصرًا ومنهزمًا؟!.

ومن هنا فإن جانبًا كبيرًا من الخلافات يتهافت بسبب تفسير اللفظ تفسيرًا مناسبًا. والجدير بالذكر أن هناك فريقًا من الغوغائيين استغلوا لفظة التناقض المشتركة في المعنى لأهدافهم الإعلامية، فشرعوا يشنون حربًا غير شريفة ضد المنطق الشكلي، زاعمين أنه جامد وغير معترف بالفوارق الموجودة في الطبيعة. هذا عن التناقض، أما عن التطور؟ فنتابع الحديث:

3- لنفترض مرآة صافية إلى جنب نهرٍ جارٍ، الماء يتدفق وصورته تنعكس على الشاشة الصافية. إن ثبات المرآة شرط ضروري لأمانة الصور المنعكسة فيها. فلو جاء شخص وأخذ يهزالمرآة، فإنها تتعرض آنذاك للتشويش، ولو فرض أن شخصًا قام فأخذ لقطة عن النهر أو عن المرآة، فلابد أن تمثل لقطته لحظة معينه من تدفق الماء. ولكنها صورة أمينة للغاية، لتلك اللحظة فقط.

إن هذه هي حقيقة المعرفة التي لا أعتقد بأن أحدًا ينكرها لو قُدِّرت له التذكرة بها، فالمرآة هي المعرفة، تعكس واقع الأشياء المتطورة (كأنها نهر لا يتوقف انسيابه). ولكن لولا

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست