نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 326
له ذلك. وبما أنه عبد فهو مُسيَّر بأمر الله وفي صراطه وَ اللّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ[1].
وكما خلق الله هذا الفرد خلق الآخرين، فهما متساويان أمام الله، متكافئان في الحقوق والواجبات، كل منهما عبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا من دون الله .. فليس لأحد أن يطغى على الآخر، ولا أن يشبع هو بينما يجوع جاره، ولا أن يعتزل عن الناس باتِّباع الرهبانية وباستغلال حق حريته استغلالًا غير صالح بالنسبة إلى الآخرين. وعلى هذا الأساس فلا يصح أن يمحق الفرد حقوق الجماعة، ولا أن تهضم الجماعة حقوق الفرد.
وبما أن الدين يعترف بالفرد وحدةً مستقلةً في المجموع يؤكد على الجماعة ألَّا تغلب على الناس نزعتهم الفردية بحيث تطغى على علاقة بعضهم مع بعض. ولذلك فهو يُقرِّر عدة نظم في سبيل ربط الفرد بالجماعة هي.
1- أن الفرد إنما هو محاط بحلقات متداخلة هي بالترتيب:
[2] يقول الإسلام في توثيق علاقة الإنسان بأسرته: «رِضَا الله مَعَ رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ الله مَعَ سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ»، وَقَالَ (ص): «نَظَرُ الْوَلَدِ إِلَى وَالِدَيْهِ حُبًّا لَهُمَا عِبَادَةٌ». بحار الأنوار: ج 71، ص 80.