ويستفاد وبغزارة من شواهد الطبيعة، واختلافها ودقتها وعظمتها وحكمة تدبيرها، وبالذات من مكتشفات العلم الحديث.
جيم: أن التوحيد ليس مادة دراسية، بل بصيرة لفهم أيَّة مادة دراسية أخرى، إنه صبغة الله، إنه برنامج المعرفة، إطار التفكر، سبيل إلى العلم بالحقائق، هدى ونور وضياء. ولذلك لا ينبغي حشر موضوع التوحيد في زاوية وفصله عن غيره من الموضوعات، بل لابد من بسطه على كل موضوع دراسي، وجعل كل شيء يعرف بالله، لأنه ليس أي شيء أظهر من الله.
جاء في الدعاء المأثور عن الإمام الحسين (ع)، والمعروف ب- (دعاء عرفة):
الله نور السماوات والأرض، إذًا، فهو الشاهد على السماوات والأرض، وبه نعرف السماوات والأرض وليس العكس.
لابد أن نرفع الستار حتى تستقبل أفئدتنا أنوار معرفته .. ليدلنا إلى ذاته بذاته، لابد أن نرفع عن أعيننا غشاوة الظنون والشهوات، لابد أن نُطهِّر قلوبنا من رجس الذنوب ورين الأماني.
وهكذا ينبغي أن يفعل مُعلِّم العقائد، وعليه أن يستعين بالله، ويتوكل عليه في عمله.
وأخيرًا؛ أسأل الله أن ينفعني بهذا الكتاب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم.