responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 177

6- الإيمان بالله

كيف يؤمن الإنسان؟:

ألف: نجد أنفسنا تتردّد في قبال كثير من الأعمال، ولدى التدبّر في حقيقة ترددها نجد أن قوتين تتنازعانها، فقوة تريد لها اختيار ما ينفع ودفع ما يُضر، وقوة تريد اتِّباع الحق والعدل. ولدى تدقيق النظر نرى أن التي تحبِّذها النفس هي التي تدعو إلى الشهوات من المال والبنين ومظاهر الأبّهة والجمال [1]، والتي تدعو إلى الحق هي التي تدعو إلى الخير والفضيلة والوفاء وأداء الأمانة والإحسان إلى المساكين وما إلى ذلك.

باء: القوة الأولى تُدعى بالجهل والهوى وحب الذات، والقوة الثانية تُدعى بالعقل والعلم والضمير.

1- إن الجهل يدعو إلى المادة وما يرتبط بها، ويدعو إلى الدنيا وما فيها، ويُزيِّن الشهوات العاجلة للنفس، ويُفضِّلها على الحق والعدل الشامل، ويدعو في سبيلها إلى نسيان الواجبات واغتصاب الحقوق.

2- ولذلك فإن طبيعة الجهل تمنع النفس عن التسليم للحق والهدى والطاعة لله تعالى والشكر له والتزام أحكامه والعمل ليوم الحساب، كل ذلك لأنها تتنافى واللذائذ التي يتعجَّلها حب الذات ويُزيِّنها الجهل له، وتتنافى مع كبرياء الجهل وغفلته عن المستقبل البعيد.


[1] زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنينَ وَ الْقَناطيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ اْلأَنْعامِ وَ الْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ اللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ. سورة آل عمران، آية: 14.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست