وعن قيمة التوحيد في مواجهة أصحاب المال. يقول ربنا سبحانه: إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَ آتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحينَ[3]. إلى أن يقول ربنا: فَخَسَفْنا بِهِ وَ بِدارِهِ اْلأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ ما كانَ مِنَ المُنْتَصِرينَ[4].
ويُذكِّرنا القرآن الكريم بمصير المستضعفين الذين أطاعوا أصحاب النفوذ والسيادة من دون الله، فيقول سبحانه: إِنَّ اللّهَ لَعَنَ الْكافِرينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعيرًا (64) خالِدينَ فيها أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَ لا نَصيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَ قالُوا رَبَّنا إِنّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبيلَا (67) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبيرًا[5].
وهكذا تأتي قيمة التوحيد لتفك أغلال المجتمع الجاهلي عن الناس، غُلَّا بعد غُل، وتشد الناس ببعضهم برابطة إلهية لتهدم المؤسسات القائمة على أساس الشرك، وتكفر بالشركاء من دون الله- أصحاب الثروة والقوة والشرف المزيف- ولتقوم مقامها تجمعات الإيمان والتقوى والجهاد، وقد قال ربنا سبحانه: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللّهَ عَليمٌ خَبيرٌ[6].