وحين يُذكِّر المنهج القرآني برب العالمين يُبصِّرنا بأنه الإله ولا معبود سواه، وأن له- وليس لطغاة السلطة أو المال أو أدعياء الدين- الولايةَ على الناس.
وهكذا يُربِّي المنهج الإلهي المؤمن الحنيف الذي يكفر بجبت الشيطان والهوى والخرافة، كما يكفر بطاغوت السياسة والرأسمال والدعاية، ويأمر بالصلاح والمعروف وينهى عن الفساد والمنكر.
المنهج القرآني يربط بين التذكرة بالتوحيد وبين مسؤوليات المؤمن بالله في حقل الثقافة والاجتماع والأخلاق والعبادات. وفيما يلي نستعرض أمثلة على هذا المنهج:
وآيات الذكر التي تُبيِّن جهاد الموحدين ضد الأصنام كثيرة، وهي- على أي حال- تكشف عن هوية الموحدين الجهادية في حقل الثقافة، وتطهير القلوب عن رجس الشك والخرافة والجهل والتبرير.
ويبدو أن هذا كان هو الجهاد الأعظم الذي رافق مسيرة الموحدين في التاريخ، سواءً قبل أو بعد انتصارهم على الكفار سياسيًّا وعسكريًّا، وسيبقى هو الجهاد المرير الذي يخوضه الموحدون طوال الوقت.
في حقل الاجتماع:
في حقل الاجتماع؛ يُذكِّر المنهج القرآني بالله في إطار الجهاد ضد العنصرية، والطبقية، والإرهاب الفكري، والاستكبار، والطغيان. لنستمع إلى القرآن الحكيم وهو يُذكِّرنا بجهاد الموحد العظيم سيدنا شعيب (ع) ضد كفار قومه. قال ربنا: قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثيرًا