responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 517

دون معرفة عدد الأشجار التي فيها، ولا طبيعتها، وخصائص وجودها، كذلك يمكن أن نتعرف على الخطوط العامة التي سارت عليها البشرية في الماضي، من دون أن نعلم بالتفصيل جميع الحوادث، التي وقعت والأسباب الجزئية التي كانت وراءها. إننا لا نحتاج إلى ذكاء عظيم ولا إلى سعة إطلاع، لنعرف تقدم الرسالة الإسلامية في فجر بعثها، لأن هذا التقدم ثابت بألف حادث تاريخي وحادث، بالرغم من ان الحوادث ذاتها ليست علمية ولا ثابتة، إذا لاحظناها بانفراد، إذ إنها من حيث المجموع ثابتة، وذات دلالة لا ريب فيها، على أن الإسلام متقدم. كذلك لا نحتاج إلى ذكاء عظيم، لو أردنا تعليل هذا التقدم بصفة مجملة، من خلال حوادث ثابتة- هي الأخرى من حيث المجموع- بالرغم من تسرب الشك إلى كل واحدة منها، إذا لوحظت بانفراد، وفلسفة التاريخ لا تعتمد على الجزئيات، بل على مجمل الدلالة العامة، التي يمكننا أن نستفيد منها.

وتتناول فلسفة التاريخ هذه الأسئلة: هل للزمان بداية ونهاية؟ وعند أية نقطة يبدأ الزمان؟ هل عندما تهبط رسالات السماء؟ أم عندما تقتضي التحولات الطبيعية في أشياء الكون فتنعكس بالطبع على الإنسان؟ ثم هل التاريخ يتحرك باتجاه متقدم أبدا؟ أم باتجاه دائري أبدا؟ أم إنه يمشي كالحية (خطوة إلى الوراء خطوتان إلى الأمام) أم ماذا؟

وما هي علاقة القيم بالحضارة والاجتماع بالتاريخ؟ وما هي الديناميكية التاريخية؟ وهل يمكننا وفق هذه الفلسفات أن نتنبأ بمستقبل الحياة البشرية؟ فهل، مثلا، بإمكان مؤرخ مثل توينبي، أن يتنبأ بمستقبل حضارة الرجل الأبيض وأنها تسير باتجاه عكسي؟ إن فلسفة التاريخ تهدف الإجابة على هذه الأسئلة، من خلال الحوادث العامة، التي يلاحظها المؤرخ ليرى فيها الخطوط العريضة التي تربط بعضها ببعض [1].


[1] - راجع المصدر، ص 215- 244.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست