responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 99

الثانية: عندما يتعب الفكر البشري من المنهجية العقلية الجافة ذات البعد الواحد الذي لا يتسع لجميع طاقات البشر وأبعاده ومعادنه، تماماً مثلما حدث عندما تعبت البشرية من المنهجية العقلية عند اليونان، فاتجهت مدرسة الإسكندرية شرقاً وفتشت عن حكمة الإشراق في إيران عبر امونيوس أو أفلوطين وخلطتهما بالفكر المشائي وابتدعت الأفلاطونية الجديدة.

وهكذا كان الأمر عند السهروردي، حيث تعود شهرة فلسفته إلى رفض المنهجية الجامدة عند الفلاسفة المشائيين المجادلين من علماء الكلام.

إن هذا الرفض هو الذي أدى بالسهروردي إلى التطرف نحو الشرق إلى حد أودى بحياته، ولكنه أصبح عند الكثير من رافضي الثوابت الفلسفية الجاهزة التي استوردت من اليونان حكيماً لا يشق له غبار.

وهكذا نعرف أن مجرد اقتباس السهروردي من أفلاطون دون أرسطو، واتجاهه إلى الفلسفة الشرقية العتيقة، لدليل على أن المرحلة الفكرية التي عاشها المسلمون المقلدون للثقافة اليونانية كانت تقتضي مثل ذلك.

هذا بالإضافة إلى أن البيئة الدينية والروح الشرقية كانتا عاملين مساعدين لمثل هذا الاقتباس.

وبهذه النظرية نجمع بين رأيين متباينين في العلاقة بين فلسفة الإشراق وأفكار الشرق القديمة، أحدهما ينفي التواصل بينهما ويرى أن فلسفة الإشراق إنما هي أصيلة، والرأي الآخر ينفي أي نوع من الأصالة عنها.

ويذهب إلى الرأي الأول ج. حسن حنفي إذ يقول وهو يوضح رأيه والرأي المعارض:

ليست حكمة الإشراق أو أعمال السهروردي- بوجه عام- تبريراً وجودياً لإحياء التراث الفارسي القديم، فلسفة أو لاهوتاً أو حكمة أو أساطيراً، بل هي جزء من التراث الإسلامي تضع مشكلة تعدد المناهج الإسلامية ووحدتها.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست