responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 98

وهل كانت نظريات هؤلاء الفلسفية متأثرة بفلاسفة الشرق الأدنى مثل البابليين والفرس القدماء والفرس القدماء؟ [1]

يبدو أن انبثاق نظرية فلسفيةٍ من وسط ثقافي، وعبر مرحلة معينة من مراحل نمو الفكر البشري قد يأتي متزامناً مع انبثاق نظرية مشابهة نبتت في ظروف مؤاتية لها، ومتشابهة مع الوسط الثقافي والمرحلة الفكرية للفلسفة السابقة.

من هنا؛ فليس من الصحيح التفتيش عن جذر فارسي لفلسفة يونانية، أو جذر يوناني لفلسفة فارسية؛ حتى ولو كانتا متشابهتين، بالرغم من أن ذلك لا يعني إلغاء دور التواصل الثقافي بين الأمم، بل نقصد بذلك عدم التضحية دائماً بمبدأ الأصالة والاستقلالية في الفلسفة لمصلحة التواصل والاقتباس، أو التفاعل بين مختلف المدارس الفكرية.

وبالنسبة إلى فلسفة الإشراق؛ فهي- في نظري- طريقة في التفكير تعتمد الوجدان والفطرة، وهي تبرز- فيما يبدو لي- مرتين:

الأولى: عندما تكون الثقافة في عهد الطفولة، حيث لم تجر لها عملية الفرز بينها وبين الأسطورة وبينها وبين الدين، وبينها وبين فطرة الناس ووجدانهم، هنالك يتناسب المنهج الإشراقي القائم على أساس الكشف المباشر، والذوق يتناسب مع إيمان الناس بالأساطير أو بالدين أو بثقافات فطرية [2].

لذلك؛ فإن قدماء اليونان والفرس والهنود اتجهوا إلى نوع بدائي من الفلسفة الإشراقية دون أن يكون هنالك أي سبب يدعونا لربط هذه الفلسفة إلى شرق الأرض فقط، أي إلى الفرس والهنود.


[1] () راجع المقدمة.

[2] () افرق بين ثلاث مفردات، الأسطورة التي هي التعبير الرمزي عن الحقائق، والدين الذي هو الوحي المباشر، والثقافة الفطرية التي تقدم مجموعة بسيطة من الحقائق الواضحة، قائمة على أساس اكتشافات عقل البشر.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست