responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 100

ويصر بعض المستشرقين على إرجاع حكمة الإشراق إلى حضارة إيران القديمة قبل ظهور الإسلام، وهي إيران الزرادشتية، حتى يجعلها مشكلة إيرانية صرفة لا شأن للإسلام وللحضارة الإسلامية بها، ويجعل من حكمة الإشراق دين إيران القديم الذي طبع الإسلام بطابعه، وهو الطابع الإشراقي [1].

والواقع أن الظاهرة الثقافية الواحدة قد تكون متأثرة بأكثر من عامل واحد خارجي أو داخلي، وظاهرة انبثاق حكمة الإشراق وليدة حاجة ثقافية داخلية هي- كما قلنا آنفاً- تحدي المناهج العقلية ذات البعد الواحد ومتأثرة- في ذات الوقت- بثقافات أجنبية هي الفلسفة الشرقية.

ولا يمكننا أن ننفي تأثير البيئة الداخلية لنمو حكمة الإشراق، كما لا يصح تغافل الأثر الخارجي، وضمن هذا الإطار نتحدث فيما يلي عن البيئة الداخلية لهذه الفلسفة والمؤثرات الخارجية.

كيف تطورت فلسفة الإشراق؟

معروف أن أفكار أرسطو المشائية لم تجد طريقها إلى العالم الإسلامي إلا بعد أن مزجت بالروح الشرقية التي تسربت إلى مدرسة الإسكندرية، فأكثر الفلاسفة إخلاصاً للمشائية كابن رشد مثلًا، لم ينج من مؤثرات الروح الشرقية التي اختلطت بها عند مرورها بمدرسة الإسكندرية، فلقد نسبت إلى أرسطو أفكار أفلاطين التي دونها في كتابه (أثولوجيا).

وهي طافحة بالروح الشرقية التي نجدها في الأفلاطونية الجديدة.

والعرب عرفوا أرسطو من خلال هذا الكتاب، أكثر من أي كتاب آخر [2].


[1] () دراسات إسلامية، ص 222.

[2] () إن كتاب (أثولوجيا) وكتاب (الخير المحض) كلاهما بعيدان كل البعد عن تعليم أرسطو الأصيل، فالأول منهما قد ثبت أنه تلخيص للكتب الثلاثة الأخيرة (أي الرابع والخامس والسادس) من (تاسوعات) أفلوطين (تاريخ الفلسفة الإسلامية، ص 44).

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست