responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 50

فلقد كتب" الحسن البصري" رسالة إلى أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وقال فيها: أما بعد؛ فإنكم معشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة، والأعلام النيرة الشاهرة، أو كسفينة نوح (عليه السلام) التي نزلها المؤمنون، ونجا فيها المسلمون، كتبت إليك يا بن رسول الله عند اختلافنا في القدر، وحيرتنا في الاستطاعة، فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك (عليهم السلام)، فإن من علم الله علمكم، وأنتم شهداء على الناس، والله الشاهد عليكم، ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم.

فأجابه الإمام الحسن (عليه السلام):"

بسم الله الرحمن الرحيم، وصل إليّ كتابك، ولولا ما ذكرته من حيرتك وحيرة من مضى قبلك، إذاً ما أخبرتك، أما بعد؛ فمن لم يؤمن بالقدر- خيره وشره- أن الله يعلمه فقد كفر، ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر، إن الله لم يطع مكرهاً، ولم يُعص مغلوباً، ولم يهمل العباد سدىً من المملكة" [1].

موقف الأئمة الهداة (عليهم السلام) من علم الكلام

لا يسعنا في هذا الفصل أن نفصل القول في مواقف أئمتنا الهداة من علم الكلام وأعلامه وموضوعاته، لا سيما وأن التاريخ الذي يمتد من عام (61) حيث استشهد الإمام (عليه السلام) وإلى عام (250) عند الغيبة الصغرى، حافل بالصراعات الثقافية، بين رسالات الله التي أكملت على يد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتجسدت في القرآن الحكيم وتفسيره الصحيح، وبين ثقافات البشر التي تموجت بفعل الحضارة الإسلامية، وكادت تضل المسلمين لولا تصدي أئمة الهدى لردها من جهة، ولتوضيح القرآن من جهة أخرى.

ونستطيع أن نقول: إن نهوض الأئمة (عليهم السلام) بتبصير الأمة، وكشف ملابسات العلم ورد شبهات المنحرفين على القرآن، كان أعظم أفعالهم، بالرغم من أن سائر ما قاموا به من قيادة الحركة الإسلامية وتربية أبناء الأمة كان أيضاً عظيماً جداً.


[1] () البحار، ج 5، ص 40- 41.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست