responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 49

ويبدو من حديث مأثور عن الإمام (عليه السلام) أن التكلم حول القدر، كان قد أصبح عادة شائعة في عهده (عليه السلام) وأن الإمام كان يقاومها بقوة:

الحديث يقول:" مرّ أمير المؤمنين على قوم من أخلاط المسلمين وهم قعود في بعض المساجد في أول يوم من شعبان وهم يخوضون في أمر القدر وغيره، وقد ارتفعت أصواتهم واشتد فيهم محكهم وجدالهم، فوقف عليهم وسلّم، فردوا عليه وأوسعوا له، وقاموا إليه يسألونه القعود عليهم، فلم يحفل بهم، ثم قال لهم وناداهم:

" يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم ولا يرد عليهم، ألم تعلموا أن لله عباداً قد أسكتتهم خشية من غير غِي ولا بكم، ولكنهم إذا ذكروا الله انكسرت ألسنتهم، وانقطعت أفئدتهم، وطاشت عقولهم، وحامت لحومهم، إعزازاً لله، وإعظاماً وإجلالًا، فإذا فاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية، يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وأنهم براء من المقصرين ومن المفرطين، إلا أنهم لا يرضون لله بالقليل، ولا يستكثرون لله الكثير، فهم يدأبون له في الأعمال، فهم- إذا رأيتهم- قائمون للعبادة مروّعون خائفون مشفقون وجلون، فأين أنتم يا معشر المبتدعين، أما علمتم أن أعلم الناس بالقدر أسكتهم عنه، وأن أجهلهم به أكثرهم كلاماً فيه" [1].

الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

مضى الإمام الحسن السبط الأكبر لرسول الله على سنة جده وسيرة أبيه في مناهضة الأفكار الباطلة، ويبدو من رسالته الجوابية التي بعث بها إلى" الحسن البصري" الذي قرأنا معاً سيرته وأفكاره الجبرية [2] أنه لم يكن راضياً عنه وعن خوضه في المسائل الكلامية.


[1] () والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، أورده ثقة الإسلام النوري في كتابه (كلمة طيبة) فارسي، وربما يأتي في سياق الكتاب تفسير لبعض بنود هذا الحديث بإذن الله.

[2] () يبدو أن الحسن البصري كان جبرّي المذهب، وربما غيّر مذهبه بعدئذ إلى التفويض، لأنه كان يغير مذهبه من حين لآخر.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست