responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 40

دعنا نقرأ معاً بعض فقرات كلامه حول الاختيار الذي أراد أن يخرج فيه عن مدرسة الاعتزال ولكنه وقع في الجبر، بل وفي التناقض.

موقف الأشعري من أفعال العباد

في كتابه (الإبانة عن أصول الديانة) يصور لنا الأشعري قدرة الله بحيث تنتهي إلى جبره للعباد على الأشياء فيقول:

" ونقول: إن كلام الله غير مخلوق، وإنه لم يخلق شيئاً وقد قال له: كن فيكون كما قال: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (النحل، 40).

وإنه لا يكون في الأرض شيء من خير أو شرٍ إلا ما شاء الله.

وإن أحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً قبل أن يفعله ولا يستغني عن الله ولا يقدر على الخروج على علم الله عز وجل.

وإنه لا خالق إلا الله.

وإن أعمال العباد مخلوقة لله مقدرة كما قال وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [1] (الصافات، 96).

وإن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً وهم يخلقون.

وإن الله يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين، ولكنه أراد أن يكونوا كافرين- كما علم- وخذلهم وطبع على قلوبهم.

وإن الخير والشر بقضاء الله) [2].

ولكنه لا يلبث أن يتذكر أن أفكاره هذه اقتربت إلى مذهب الحشوية والجبرية، فيحاول أن يخرج منها ببعض المخارج التي تحفظ للعبد بعض الأشياء- ولو كان لفظياً- ليتحمل كامل المسؤولية عن أفعاله التي يعاقب عليها أشد العقاب.


[1] () والآيات هكذا: (فاقبلوا إليه يزفون* قال أتعبدون ما تنحتون* والله خلقكم وما تعملون).

[2] () تاريخ الفلسفة ص 287.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست