responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 316

رشد: إن الفلاسفة لا يقولون إن الله ليس مريداً بإطلاق، بل ليس مريداً بالإرادة الإنسانية [1].

اعتراضنا على المبدأ الثالث

وهناك اعتراضات عديدة على هذا المبدأ (التعقل هو سبب الخلق) نذكرها بإيجاز:

أ- من قال لكم أن تعقل الله هو خلقه؟ هل ثبت لكم ببرهان، أم ذلك نوع من التخرص؟ أم هل شهدتم خلق الله للسموات والأرض، أم أشهدكم الله خلق أنفسكم؟

إن أكبر ضلالة للبشر تتمثل في دعوى العلم فيما يعلم أنه لا يملك قدرة لدركه، كمن يدعي رؤية ما وراء الحجاب وهو يعلم قبل غيره أن شرط الرؤية انعدام الحجاب، ولكنه يكابر ويدعي أنه يرى. أو ليس يعيش في ضلال بعيد ويقول القرآن الحكيم:

وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (لقمان/ 20)

ب- حتى بالقياس إلى الإنسان، فإن مجرد تعقل الشيء لا يبرر خروجه من إطار العدم إلى حد الوجود.

ج- وأساساً ماذا يعني التعقل؟ هل يعني العلم بالشيء؟ والعلم لا يبرر الخلق، لأن العلم قد يسبق الوجود كعلمك مثلًا بطلوع الشمس غداً، فلو كان العلم خلقاً إذاً لوجب تحقق طلوع الشمس الآن وليس غداً.

ونتساءل: هل يعلم الله المستقبل البعيد أم لا؟ إن قالوا: نعم، قلنا: فكيف لا ينخلق المستقبل بمجرد العلم به، وعلم الله خلقه، وإن قالوا: كلا، قلنا: إذاً أي إله هذا الذي لا يعلم ماذا يخلق وكيف يخلق، وكل شواهد الكون دالة على أن الله قد خلق الخلق بالحق، ووضع كل شيء موضعه.


[1] () المصدر، ص 36 عن تهافت التهافت، ص 157.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست