ولحل مشكلة الإنسان الذي تتزاحم على قلبه معلومات وتجارب وصور الأشياء المخلوقة، أن يطهر قلبه من التوهم والتشبيه، لأنه لا يلبث أن يتصور ربه بتشبيهه بشيء من خلقه، فيضل عنه لأنه يحتجب عنه بالوهم، لذلك كان أول الطريق إلى الله سبحانه وهو تقديسه وتنزيهه.
إن التسبيح هو أعظم ذكر يعود إليه سائر الأذكار، وهو الذي يتقرب به الخلائق إلى ربهم كما قال ربنا سبحانه:
وعلينا أن نطرد الوهم بقوة عن أنفسنا حتى تشرق علينا أنوار معرفته.
أما إذا حاولنا توهمه والإحاطة به علماً، فقد ضللنا عنه ضلالًا بعيداً.
جاء في حديث: أنه قرئ بين يدي العالم (عليه السلام) قوله تعالى) لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ (فقال:
" إنما عنى أبصار القلوب وهي الأوهام، فقال: لا تدرك الأوهام كيفيته وهو يدرك كل وهم، وأما عيون البشر فلا تلحقه، لأنه لا يحد، فلا يوصف، هذا ما نحن عليه كلنا" [1].
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال لهشام:
" أن الله تعالى لا يشبه شيء وكل ما وقع في الوهم فهو بخلافه" [2].
إن الوهم أخطر ضلالات البشر، ولابد أن نعرف أن ما يتوهمه الفرد فهو ليس خالقه، بل هو مخلوق له مردود إليه.
لأن الوهم هو خلق صورة ذهنية تشبه الصورة السابقة التي يملكها قلب البشر من مخلوقات الله، والله لا يشبهه شيء من خلقه.