responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 282

جاء في الرواية: أن علي بن الحسين عليهما السلام كان في مسجد رسول الله ذات يوم، إذ سمع قوماً يشبهون الله بخلقه، ففزع لذلك وارتاع له، ونهض حتى أتى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوقف عنده ورفع صوته يناجي ربه، فقال في مناجاته له:

" إلهي! بدت قدرتك ولم تبد هيئته فجهلوك وقدروك بالتقدير على غير ما به أنت شبهوك، وإني برئ يا إلهي عن الذين بالتشبيه طلبوك، ليس كمثلك شيء، إلهي ولن يدركوك، وظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك، وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك، بل سوّوك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك، واتخذوا بعض آياتك رباً فبذلك وصفوك، تعاليت ربي عما به المشبهون نعتوك

" [1].

في أوقات المحنة ينكشف الغطاء

لأن الوهم حجاب القلب عن الرب، فإنه يتصل بالله عندما يرتفع هذا الحجاب عند المحن الشديدة.

فعندما تكسر السفينة، وتزدحم الأمواج عليها لتغرقها، يتعلق قلب الإنسان بمن هو قادر على نجاته، لأنه آنئذ يتوهج العقل، ويصلي القلب للرب، ويتلاشى الوهم الذي صنعه الشيطان وهوى النفس، وران على الفؤاد. يقول الله سبحانه:

هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ احِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنّ مِنَ الشَّاكِرِينَ* فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الارْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُم تَعْمَلُونَ (يونس/ 22- 23)


[1] () بحار الانوار، ج 3، صص 293.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست