responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 262

اخطأه من اكتنهه، ومن قال: كيف .... فقد شبهه [1]، ومن قال: لم .. فقد علّه، ومن قال: متى .. فقد وقته، ومن قال: فيم؟ .. فقد ضمّنه، ومن قال: إلامً؟ فقد نهاه ومن قال: حتام؟ فقد غيّاه، ومن غياه فقد غاياه، ومن غااياه فقد جزّأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد ألحد فيه" [2].

لا يتغيّر بتغيير المخلوقين

" لا يتغير الله بانغيار المخلوق، كما لا ينحد بتحديد المحدود" [3].

لا تعطيل ولا تشبيه

" أحد لا بتأويل عدد، ظاهر لا بتأويل المباشرة، متجل لا باستهلال رؤية، باطن لا بمزايلة، مباين لا بمسافة، قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، فاعل لا باضطرار [4]، مقدر لا يجول فكرة، مدبر لا بحركة، مريد لا بهمامة، شاء لا بهمة [5] مدرك لا بمجسة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة [6]".


[1] () فيما يلي تأكيد على الفقرات السابقة وأن أسئلة مثل كيف، ولم ومتى، فيم، وإلى مَ، وحتام، وما أشبه تليق بالمخلوقين، أما الخالق فهذه الأسئلة لا تناله، لأنه لا شبه له يعرف كيفه، ولا علة له ولا وقت ولا جزء ولا نهاية ولا غياة.

[2] () فمن جعل الله تعالى غاية، جعله يشترك مع المخلوق في الغاية (غاياه) وصح أن يقال: إن له غايته قبل غاية فلان وبعد فلان، وهكذا لم يعرفه سبحانه، لأنه تقدس عن الشبه بالمخلوقين.

ويبدو أن هناك علاقة بين وجود الغاية للشيء ووجود أجزاء له، كما تشير إليه كلمة الإمام (ومن غاياه فقد جزأه) فما هي تلك العلاقة؟ باختصار: إن وجود نهاية للشيء دليل استهلاك الزمن له، فكلما مر هزيع منه فنى بقدره من ذاته، وهذا لا يكون إلا في الشيء ذي الأجزاء، وهذا دليل الخلق وليس الخالق.

[3] () فهو يغير ولا يتغير، ويحدد ولا يتحدد، فتغيرات المخلوقين ليست بحيث تغيره، وفعله في تحديد المحدود لا يحدده.

[4] () لابد أن نخرج الرب عن حدّي التعطيل والتشبيه، ونعرفه بالإثبات والتنزيه، فإذا قلنا: إنه أحد، نتذكر أنه ليس كأي واحد يمكن أن يقارن بالثاني والثالث، بل هو واحد لا بتأويل عدد.

وإذا قلنا: إنه ظاهر، فلس بمعنى الظهور الذي يباشره النظر ويحيط به شيء غيره، فليس كظهور نور الشمس على حائط الدار يستوعبه الجدار، وتباشره العين، كلا.

وإذا قلنا بأنه سبحانه (متجلٍ) فإننا لا نثبت له التجلي الذي نعرفه في المخلوقات، حيث يعني التجلي فيها نظرة العين، واستهلاك الرؤية.

كما إن ربنا باطن، ولكن ليس كما يُصبح المخلوق باطناً فينفصل عن غيره، بل لأن كنهه خفي وهو ليس من سنخ مخلوقاته.

وهو مباين عن خلقه، ولكن ليس كمباينة المخلوقات، تفصل بينها المسافات، بل مباينته سبحانه مباينة ذاتية، كما أن قربه لا يعني قرب المسافة، أما لطفه فليس كلطف الجسم الرقيق، لأنه لا تجسم فيه، بل لأنه يصنع الشيء اللطيف ويفعله ووجود الرب ليس بمعنى ظهوره بعد الخفاء او تحققه بعد العدمية.

وفاعليته أيضاً، ليست كفاعلية المخلوقين حيث يحتاجون إلى الأدوات والآلات، وهو غني عنها، وهم إنما يقومون بفعل لدرء خطر أو جلب نفع، بيد أن ربنا يفعل بحكمة، ولكن من دون حاجة في نفسه إلى الفعل سبحانه.

وهكذا تشابه الألفاظ بين الخالق والمخلوق مع اختلاف في المعاني.

[5] () استمراراً لبيان الاختلاف الذاتي بين الخالق والمخلوق، وإخراجه سبحانه عن حدي التعطيل والتشبيه، بين الإمام الرضا، أنه سبحانه (يقدر) ولكن ليس بمثل تقديرنا الذي يتم بعد تتجول الفكر، (ويدبر) ولكن ليس كمثلنا حين ندبر بحركة وننفذ تقديرنا بالحركة. (ويريد) ليس بالطريقة التي نريد، حيث نحدث أنفسنا بالأمر قبل اتخاذ القرار بشأنه ونتردد عادة فيه، وهذه هي (الهمامة) أي الاهتمام والتردد.

أما مشيئته فليست بعد القصد الحادث ولا بحثاً عن كمال.

[6] () وهكذا، ربنا إدراكه بعلمه وليس بالحس والجس، وإنه سميع ليس بالأذن وبصير لا بعين.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست