responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 261

الحجاب الذاتي بين الخالق والمخلوق

" خلقة الله الخلق حجاب بينه وبينهم، ومباينته إياهم مفارقته أينيتهم [1] وابتداؤه إياهم دليلهم على أن لا ابتداء له لعجز كل مبتدأ عن ابتداء غيره".

الأدوات دليل العجز

" وأدواته إياهم دليل على أن لا أداة له [2] لشهادة الأدوات بفاقة المادين" [3].

أسماؤه تعبير

" فأسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، وكنهه تفريق بينه وبين خلقه [4] وغيوره تحديد لما سواه [5]، قد جهل الله من استوصفه، وقد تعداه من اشتمله [6]، وقد


[1] () لأن الله تعالى خلق الخلائق، ولأنه ابتدعهم، ووهب الوجود له فإنه محتجب عنهم حيث إنه كان الخالق، وكانوا مخلوقين فهما إذاً سنخين بالذات، نوعين متمايزين بأنفسهما.

يقول العلامة المجلسي وهو يشرح هذه الفقرة: أي كونه خالقاً وأن الخالق لا يكون بصفة المخلوق، ويكون مبائناً له في الصفات، (كون ذلك) صار سبباً لاحتجابه عن الخلق فلا يدركونه بحواسهم ولا عقولهم، والحاصل: إن كماله ونقص مخلوقيه حجاب بينه وبينهم (المصدر، ص 233).

وهكذا: مفارقة الله لخلقه ليست بالمكان بل بالأبنية والذاتية، فهو من سنخ وهم من سنخ آخر.

[2] () أي أن الرب جعل الخلق محتاجاً أى الأداة، كان ذلك دليل على أنه لا أداة له سبحانه.

[3] () لعل مراده من يملك الأدوات.

[4] () فأسماء الله لا تدل على وجود أجزاء له، بل إنما هي تعبير عن ذات واحد، أحد صمد، كما أن أفعاله تفهمنا بأنه الخالق الرازق.

وهكذا ذاته حقيقة، أي حق يستحق أن يسمى حقاً، لأنه لا يقوم بغيره ولا يبتدئ بسواه سبحانه.

أما كنهه فهو إبعاده عن مشابهة المخلوقين.

[5] () أي أن فهم غيرية الله تعالى، ومغايرته هو تحدي ما سوى الله تعالى، وفهم عبودية ما سوى الله ومخلوقيته وعجزه، وهكذا كلما تعمقنا في فهم محدودية الخلق وعجزه وضعفه، كلما عرفنا الله سبحانه.

[6] () فمن طلب وصف كنه الله تعالى ومعرفة كيفيته فقد جهل الله تعالى، لأنه لا يعرف كنهه ولا كيف له، ومن أحاط برأيه- علماً بربه فقد تجاوز إلى غيره، فليس الله اشتمل إنما اشتمل مخلوقاً والاشتمال هو التلفف بالثوب.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست