responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 259

(إن الله تبارك وتعالى، خلو من خلقه، وخلقه خلو منه، وكل ما وقع عليه اسم شيء فهو مخلوق ما خلا الله عز وجل) [1].

وجاء في حديث مأثور عن الإمام الصادق (عليه السلام) إنه قال:

" من شبه الله بخلقه فهو مشرك، إن الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء، وكل ما وقع في الوهم فهو بخلافة" [2].

وتبين بعض النصوص المفصلة أدلة هذه الحقيقة، ونذكر نصاً واحداً، منها، وهو مستهل خطاب الإمام الرضا (عليه السلام) في حشد من علماء ذلك العصر الذي تميز بانتشار الأفكار الفلسفية المنحرفة، ويوضح الإمام- عبر كلمات بليغة ومفصلة- حقيقة مباينة الخالق عن خلق بذاته سبحانه، وأنهما نوعان لا يقاس الواحد بالآخر، وأن وهم البشر الذي يريد أن يشبه خالقه بنفسه، ضلالة كبرى.

دعنا نقرأ معاً خطاب الإمام الرضا (عليه السلام) ونتأمل فقراته، ونتملى بعلمه:

[3] فقال له بنو هاشم: يا أبا الحسن اصعد المنبر وانصب لنا علماً نعبد الله تعالى عليه، فصعد المنبر (عليه السلام)، فقعد ملياً لا يتكلم مطرقا، ثم انتفض انتفاضة واستوى قائماً وحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه وأهل بيته ثم قال:

أول معرفة الله

" أول عبادة الله تعالى معرفته [4]. وأصل معرفة الله تعالى توحيده، ونظام توحيد الله تعالى نفي الصفات عنه [5] لشهادة العقول أن كل صفة وموصوف مخلوق [6] وشهادة


[1] () راجع ميزان المطالب، ص 47.

[2] () راجع ميزان المطالب، ص 48.

[3] () جاء في الجزء الرابع من موسوعة بحار الأنوار الطبعة الثانية، الصفحة (228- 230) حديث مأثور عن القاسم بن أيوب العلوي: أن المأمون العباسي لما أراد أن يستعمل الرضا جمع بني هاشم فقال: إني أريد أن استعمل الرضا على هذا الأمر من بعدي، فحسده بنو هاشم، وقالوا: نوّلي رجلًا ليس له بصر (ولعل الصحيح بصيرة) بتدبير الخلافة، فابعث إليه يأتنا فترى من جهله ما تستدل به عليه، فبعث إليه فأتاه- وساق الحديث حسبما ننقله في المتن.

[4] () فمن لا يعرف الله، كيف يعبده؟ علماً بأن عبادة القلوب بالتوجه إلى الله والتسليم له أعظم من عبادة الجوارح.

[5] لعل مراده بكلمة (نظام) ما يؤدي إلى توحيد الله، وبتعبير آخر: منهج علم التوحيد.

[6] () فالصفة الزاهدة على الموصوف، دليل التركيب، والعبارات التالية شرح لهذه العبارة فيما يبدو.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست