responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 25

إلا أن مدرسة (جنديسابور) خلطت بين تلك الأفكار وبين المؤثرات الغنوصية التي استوحتها مباشرة من مصادرها الفارسية.

وقد أثر هذا الغنوص في المذاهب الباطنية المتطرفة التي جاءت كرد فعل عنيف للإرهاب السلطوي.

وربما كانت مذاهب الغنوص في الأصل رد فعل غير مناسب للإرهاب والحرمان، وكان انتشارها بين الفرس المحرومين والمسحوقين تحت وطأة حكم الامبراطوريات الظالمة، كان بهدف الهروب من ثقل الواقع ومسؤولياته إلى الأوهام الغنوصية الحلوة.

وهكذا تجد الظروف تأتي متشابهة في ظل الحكم الأموي، فتهرب مجموعات من الناس إلى ملجأ التمنيات الغنوصية، وتنتشر بين المحرومين مثل هذه الأفكار ذات المظهر الثوري.

ولا ريب أن السلطات شعرت ببعض الخطر، فاتجهت إلى مطاردة القائلين بها، كما فعل (المهدي العباسي) الذي خصص جزءاً من جهده لقمع من سماهم ب- (الزنادقة)، كما أن السلطات شجعت المذهب العقلي الاعتزالي، ونشطت حركة الترجمة للكتب العقلية لمقاومة فلسفة الغنوص التي انتشرت كما سبق بين الحركات الباطنية.

وبالرغم من أن الإرهاب كان سبب انتشار مثل هذه الضلالات المتطرفة، إلا إن أبعادها الثقافية تجاوزت حدود الحركات السياسية وهددت الثقافة الإسلامية الأصيلة، ولذلك قاومها المؤمنون، ونحن نجد في احتجاجنا (الإمام الباقر) و (الإمام الصادق) عليهما السلام ضد عبد الكريم بن أبي العوجاء [1] المانوي، وغيره، نماذج من تحدي الأئمة (عليهم السلام) للفكر الغنوصي، ومع ذلك، فقد أثرت هذه التيارات في الثقافة الإسلامية.


[1] () انظر موسوعة بحار النوار، ج 3 و 4، الطبعة الثانية.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست