responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 243

ومعنى تقييده طلب المألوه له بما يستحق من التنزيه، والتنزيه تقييد، والعلم به من كونه إلهاً يثبت شرعاً وعقلًا، فللعقل فيه التنزيه خاصة فيقيده به، وللشرع فيه التنزيه والتشبيه، فالشرع أقرب إلى الإطلاق في الله من العقل. [1]

ولكن كيف أن التشبيه والتنزيه يجتمعان في الله؟ وما هو إذاً تفسير قوله ليس كمثله شيء؟

يقول ابن عربي في الجواب: إن الحق المنزه هو الخلق المشبه [2].

ويفصل القول: أي ليس في الوجود شيء يماثل الحق أو هو مثل للحق، إذ الوجود ليس غير عين الحق، فما في الوجود شيء سواه يكون مثلًا له أو خلافاً، هذا مالا يتصور، فإن قلت: فهذه الكثرة المشهودة؟ قلنا: هي نسب وأحكام استعدادات الممكنات في عين الوجود الحق، والنسب ليس أعياناً ولا أشياء، وإنما هي أمور عدمية بالنظر إلى حقائق النسب، فإذا لم يكن في الوجود شيء سواه، فليس مثله شيء، لأنه ما ليس له مثل، فافهم وتحقق ما أشرنا إليه، فإن أعيان الممكنات ما استفادت إلا الوجود، والوجود ليس غير عين الحق [3].

وهكذا يتم تفسير الثنائية بأنها وجهان لحقيقة واحدة، فإذا قدست الرب فلأنه الخالق، وإذا شبهته فلأنه عين الخلق، وإذا كان ظاهر القرآن يحتوي على التقديس مرة والتنزيه مرة، فلأن القرآن كتاب شمولي يتحدث مرة للعقل، ومرة للقلب الذي هو فوق العقل.

بين نفي التحديد ونفي التشبيه

وانطلاقاً من هذه القاعدة، استدل العرفاء على وحدة الموجود ب- (إنه يجب نفي التحديد والنقص من وجوده تعالى، فهو كل الأشياء، وإلا للزم التحديد والنقص [4].


[1] () المصدر، ص 368 نقلًا عن الفتوحات 4/ 423.

[2] () المصدر، ص 362 نقلًا عن فصوص الحكم، ص 78.

[3] () المصدر، ص 373- 374 نقلًا عن الفتوحات 2/ 516.

[4] () ميزان المطالب، ص 35.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست