responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 242

يقول د. حامد في هذا المجال:

إن الجمع بين العقل والشرع، والتنزيه والتشبيه، والوحدة والكثرة، والظاهر والباطن، وكل الثنائيات ليس صيغة تلفيقية لحل المعضلة، ولكنه استبعاد للحصر والتحديد والتقييد، وذلك لحساب الإطلاق واللاتحدد واللاتناهي- إنه بعبارة أخرى- إلغاء للثنائية، لا بالتوحيد بين طرفيها توحيداً ميكانيكياً، ولكن عن طريق خلق وسيط قادر على استيعابها معاً، هو القلب [1].

.. إن التنزيه والتشبيه جانبان مختلفان لحقيقة واحدة، ولا يمكن تجاهل أحد الجانبين إذا أردنا معرفة الحقيقة، ولا ندركهما إلا بالقلب الجامع لكل ثنائيات الوجود بحكم أنه الموطن الإلهي في الجسد الإنساني [2].

وتتجلى معضلة التنزيه والتشبيه- في جانبها المعرفي- من خلال ثنائية أخرى هي ثنائية الله والفاهم، فالله من حيث ذاته له التنزيه المطلق، ومن حيث صفاته التي ترتبط بالفاهم له التشبيه والتنزيه: التنزيه من حيث صفة الغنى والإطلاق والأولية، والتشبيه من حيث النزول في صور أعيان الممكنات، والتجلي في الصور المختلفة المتعددة، وقد جاءت الشريعة بالجانبين معاً، وجمعت بينهما في آيات كثيرة في القرآن. ونصوص في الآثار النبوية، وإذا كانت الآيات المحكمات تدل على التنزيه والآيات المتشابهات تدل على التشبيه، فهما وجهان لحقيقة واحدة لا تتكثر إلا بالنظر والاعتبار.

وهنا ينقل نصاً عن ابي عربي جاء فيه:

أصعب العلم بالله إثبات الإطلاق في العلم به لا من كونه إلهاً. وأما من كونه ذاتاً أو من حيث نفسه فالإطلاق في حقه عبارة عن العجز عن معرفته فلا يعلم ولا يجهل، ولكن يُعجز، وأما من كونه إلهاً؛ فالأسماء الحسنى تقيده والرتبة تقيده،


[1] () المصدر، ص 366.

[2] () المصدر، ص 367.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست