الذين يؤمنون بنظرية فلسفية، فإنما لكي يملؤوا فراغاً علمياً يشعرون به، او بتعبير آخر لكي يحلوا إشكالية معينة يحسون بها.
ومعرفة ذلك الفراغ وتلك الإشكالية تساعدنا في فهم النظرية ومدى قدرتها على تحقيق مهمتها، وهي سد الفراغ العلمي، وحل الإشكالية.
فما هو هدف واضعي نظرية وحدة الوجود؟ وأية معضلة فلسفية حاولوا فكها؟
في هذا الفصل نجيب عن هذا السؤال.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن خلف كل رأي فلسفي، ربما تقبع حالة نفسيه معينة، مما يجدر بنا أن نبحث عنها، خصوصاً في حقل الفلسفة الذي يتأثر بشدة بهوى النفس وضغوط الشهوات، وأيضاً بالظروف السياسية والاجتماعية وغيرها.
ولقد أشرنا عندما أرخنا التصوف إلى بعض هذه المؤثرات النفسية والسياسية و .. و.
وقد يجد القارئ خلطاً بين التصوف ونظرية وحدة الوجود، فيسأل لماذا؟ والجواب ببساطة: لأن النظرية الفلسفية العامة التي اعتمدها الصوفية والعرفاء هي نظرية وحدة الوجود.
وقد لا تكون كل المؤثرات موجودة عند المؤمنين بالنظرية جميعاً، أو يكون لبعضها أثر عند هذا الفريق أشد منه عند غيره.