responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 178

(1) العالم بين الحقيقة والمُثُل

ما هو العالم المحيط بنا، ونحن نعيش فيه؟ هل إنه حقيقة أم ظلال لها؟ هل السموات والأرض والجبال والأنهار والشجر والدواب أشياء واقعية موجودة، خلقها الله وقدّر لها أقواتاً وألزمها قوانينها؟ أم هي رشحات من عالم أسمى يفيض بالحقيقة على الأشياء؟

ربما يبدو هذا التساؤل غريباً- وهو غريب فعلًا- بيد أن نظرة عابرة إلى تاريخ الفلسفة كفيلة بتوضيح الأمر ورفع غرابته.

نحن نعرف أن اليونان أم الفلسفة وقبل سقراط كان اتجاه الفلسفة نحو الطبيعيات، حيث كان الحكماء مهتمين بكشف أسرارها والتوغل في قوانينها.

فقد استهلت الفلسفة اليونانية فجر حياتها بالبحث في أصل الكون وطبيعته، وكان ذلك امتداداً طبيعياً لشغف شعراء المأساة الإغريق الذين كانت لهم شطحات أسطورية خصبة في تفسير نشأة الكون وعلاقته بالآلهة .. وأول فيلسوف بحث في أصل الكون وطبيعته هو طاليس الملطي المتوفى سنة (547 ق. م) [1].

وظهرت مدرسة جديدة من رحم المدرسة الطبيعية في الفلسفة وهي مدرسة السوفسطائيين، الذين نقلوا مركز الثقل في البحث من الطبيعيات إلى الإنسان، أي من المعلوم إلى العالم، ومن الأشياء إلى من يدرك الأشياء.


[1] () من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة الإسلامية، تأليف الدكتور محمد عبد الرحمن مرحبا ص 86.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست