responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 179

قالوا: لا شيء موجود في ذاته ولذاته، وكل ما هو موجود فإنما وجوده بالنسبة إلى الإنسان. وهذا معنى قول بروثاغوراس: الإنسان مقياس كل شيء [1].

ومعروف أن السوفسطائيين زعموا أن العالم غير موجود رأساً، وإنما الموجود هو العلم.

وقد حداهم إلى هذا التطرف: أنهم اكتشفوا عجز الفلسفة وعدم قدرتها على كشف خبايا العالم. وكانت الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي سادت أثينا- موطن هؤلاء الحكماء- تساعد على إشاعة روح الشك بسبب توترها واضطرابها، مما خلّف أزمة في الفكر، عبّر عنها السوفسطائيون بوضوح كافٍ.

فهم يقولون: إن العالم مشكل، والطريق إلى فهمه متعسر، والآراء فيه متضاربة، والعقول حوله متنازعة، وليس بعض المذاهب أولى من بعض، فلابد من بذر بذور الشك فيها جميعاً، فلا حقيقة إلا الإنسان، وكل ما عداه فإنما هو باطل وخداع [2].

وجاءت مدرسة سقراط لتتحدى السوفسطائيين وتعتقد بصحة وجود العالم، إلا أن افلاطون الذي كان يتميز بقدرته الفائقة على استيعاب مختلف الأفكار وتذويبها في بوتقة فكرة، تأثر إلى حد بعيد بالفلسفة السوفسطائية بالرغم من أنه كان من أعظم المدافعين عن أستاذه سقراط، فهو لم ينكر وجود العالم بوجه مطلق، ولا اعتبر الأشياء الطبيعية موجودة وجديرة بالاهتمام مثل أسلافه من الفلاسفة الطبيعيين، بل قال بأن الأشياء درجة نازلة من الحقيقة، أما الحقيقة فهي موجودة في عالم المُثُل.

والمُثُل أو (الصور) حقائق كلية ثابتة موجودة بالفعل وجوداً خارجياً مفارقاً مستقلًا عن الإنسان، وهي في وقت واحد مصدر للمعرفة وعلة لها، كما هي


[1] () المصدر، ص 121.

[2] () المصدر، ص 89.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست