responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 168

قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (الأعراف/ 32)" [1].

موقف الإمام الهادي (عليه السلام) من التصوف

وكان الإمام الهادي (عليه السلام) جالساً في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أتاه جماعة من أصحابه، منهم أبو هاشم الجعفري (رضي الله عليه) وكان رجلًا بليغاً، وكانت له منزلة عظيمة عنده (عليه السلام). ثم دخل المسجد جماعة من الصوفية وجلسوا مستديرين، وأخذوا بالتهليل، فقال (عليه السلام):

" لا تلتفّوا إلى هؤلاء الخداعين، فإنهم حلفاء الشياطين ومخربو قواعد الدين، يتزهدون لراحة الأجسام، ويتهجدون لتصيد الأنعام، يتجرعون عمراً حتى يريخوا [2] الأكياف حمراً، لا يهللون إلا لغرور الناس، ولا يقللون الغذاء إلا لمنع العساس. واختلاس قلب الدفناس [3] يتكلمون الناس بإملائهم في الحب، ويطرحونهم بإدلائهم في الجب، أورادهم الرقص والتصدية، وأذكارهم الترنم والتغنية، فلا يتبعهم إلا السفهاء ولا يعتقد بهم إلا الحمقاء، فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم، حياً أو ميتاً فكأنما ذهب إلى زيارة الشيطان، وعبدة الأوثان، ومن أعان أحداً منهم، فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان

" فقال له رجل من أصحاب الإمام (عليه السلام): وإن كان معترفاً بحقوقكم؟ قال: فنظر إليه شبه المغضب وقال:" دع ذا عنك، من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا، أما تدري: إنهم أخس طوائف الصوفية، والصوفية كلهم من مخالفينا، وطريقتهم مغايرة لطريقتنا، وإن هم إلا نصارى ومجوس هذه الأمة، أولئك الذين يجهدون في إطفاء نور الله، والله يتم نوره ولو كره الكافرون [4].


[1] () المصدر، ص 120- 121.

[2] () ريخ: بمعنى قهر واستولى.

[3] () الدفناس، الحمق.

[4] () سفينة البحار، ح 2، ص 58.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست