روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال لأبي هشام الجعفري:
" يا أبا هشام! سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة وقلوبهم مظلمة منكدرة، السنّة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنّة، المؤمن بينهم محقّر، والفاسق بينهم موقّر، أمراؤهم جائرون، وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون، أغنياؤهم يسرقون زاد فقراءنهم، وأصاغرهم يتقدمون على الكبراء، كل جاهل عندهم خبير، وكل محيل عندهم فقير، لا يميزون بين المخلص والمرتاب، ولا يعرفون الظأن من الذئاب، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض، لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف، وأيم الله: إنهم من أهل العدوان والتحرف، يبالغون في حب مخالفينا، ويضلون شيعتنا وموالينا، فإن نالوا منصباً لم يشبعوا، وإن خذلوا عبدوا الله على الرياء، ألا أنهم قطاع طريق المؤمنين والدعاة إلى نحلة الدين، فمن أدركهم فليحذر منهم وليصن دينه وإيمانه".
ثم قال (عليه السلام):"
يا أبا هشام! هذا ما حدثني أبي عن آبائه عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، وهو من أسرارنا فاكتمه إلا عند أهله
موقف العلماء من التصوفآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، العرفان الإسلامي - قم، چاپ: اول، 1426.
العرفان الإسلامي ؛ ص169
قف علماء المسلمين موقفاً مشرفاً ضد كل التيارات الدخيلة، ومنها التصوف، ولا يسعنا في هذه العجالة أن نسرد كل تصريحاتهم، إلا إننا سنذكر فيما يلي جانباً من أقوالهم في ذلك:
المقدس الأردبيلي يهاجم التصوف
في ذات الوقت الذي شهد التصوف امتداداً له في بلاد الشرق الأوسط وبالذات في ظل سلالة الصفوية في إيران [2] بزغ نجم واحد من أعظم علماء الإسلام (أحمد بن