responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 148

الشرع تهمة التجديف، وأصدر عليه حكماً يفرض العقوبة التي نص عليها القرآن في سورة (المائدة آية 22) وسرعان ما صدقه الخليفة [1].

التصوف بعد الحلاج

لقد فجر مقتل الحلاج الصراع بين أهل الباطن وأهل الظاهر، وعرف أهل الباطن- من متصوفة المسلمين- أن جذور الإسلام أقوى من شطحاتهم، وأن ثمن القول بالاتحاد بالله العظيم، وادعاء الألوهية قد يكون الموت واللعنة، فاحتمى بعضهم بكهف الجنون، خوفاً من اللحاق بالله عبر قنطرة الموت، مثل البسطامي والشبلي، حيث اعترف الأخير أنه لولا تظاهره بالجنون لكان مصيره مصير الحلاج.

إن الصوفية المغالين في الفناء كانوا- في الواقع- يجبرون شعورهم بالخوف والعجز عن مواجهة الحياة بغلوهم هذا، لذلك فهم أجبن الناس عند مواجهة الحقائق.

ومن هنا؛ تجد تظاهرهم بالجنون، وهو أخس الصفات عند خوفهم على أنفسهم كما أنهم بعد مقتل الحلاج بحثوا عن أساليب للتوفيق بين الشريعة والطريقة. فمثلًا: الغزالي الذي ألقى عصاه بعد تطواف بعيد عند شاطئ التصوف، وفلسفة الإشراق التي فاضت بها نفسه، نجده بالرغم من تلمذته للجنيد والمكي والبسطامي والشبلي، يبذل جهداً في الدفاع عن مذهب السنة والجماعة، والتوفيق بينه وبين كل ما كان يقيم له وزناً.

وقد ساعدت عوامل ثلاثة على نجاحه في صياغة عقيدة صوفية تتفق مع هذا المذهب، هي:

أولًا: المفهوم القرآني للكائن الأسمى الذي يباين العالم كل المباينة، والذي خلقه الله بفعل إرادته المطلقة (الأمر).

ثانياً: سلم الكائنات الأفلاطوني المحدث، الذي يمثل فيه العقل الكلي صلة الوصل بين الله وخليقته.


[1] () المصدر، ص 336.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست