responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 135

عرف المسلمون الرهبان الرحل من البوذيين، أو من الذين قلدوا طريقة عيشهم ونظرهم إلى الحياة، وكانوا كثيرين بين مسلمي بلاد الشام والعراق في عهد الدولة الأموية وعهد بني العباس، وقد روى الجاحظ أن طريقتهم كانت تنحصر في صفات أربع: القداسة والطهر والصدق والمسكنة [1].

إن فكرة الفناء الذاتي في الوجود الكلي هي: حالة سماها الصوفيون (الفناء) و (المحو) و (الاستهلاك) وهي قوية العلاقة (بالنرفانا) الهندية فالفناء والنرفانا معناهما فناء الخصال السيئة والأفعال القبيحة الناتجة عنها باستدامة الاتصال بما ينافيهما من خصال وأفعال، وهما أيضاً فناء الشخصية وتلاشيها، وانعدام الشعور بالوجود الذاتي، لكن الفناء الصوفي يؤدي إلى الحياة الخالدة في الله والشعور بأن الذاتين ذات واحدة:

مُزجت روحك في روحي كما


تمزج الخمرة بالماء الزلال

فإذا مسّك شيء مسني


فإذا أنت أنا في كل حال


أما النرفانا الهندية كما الصوفية فهي الفناء المطلق في النفس الكلية، والسكون المطلق في حالة لا تختلف عن العدم.

وللصوفية الهندية كما للصوفية الإسلامية مراحل يتدرج فيها الصوفي حتى يصل إلى أسمى درجات هذا الفناء [2].

وعن المؤثرات السلوكية يقول الكتاب المزبور:

ومن الآثار الهندية في التصوف الإسلامي، الخرقة التي يلبسها المُريد عندما يتم دخوله في الجماعة الصوفية، وهذه الخرقة ترمز إلى الفقر والإعراض عن العالم، ومنها أيضاً استعمال السبحة والتسبيح الذي شاع في الإسلام شيوعاً كبيراً، وقد بيّن كريمر في كتابه (تخطيطات في تاريخ الثقافة) أن متصوفي المسلمين قد أخذوا


[1] () تاريخ الفلسفة العربية، ص 295.

[2] () المصدر، ص 296.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست