responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 102

وقد عُرف عن الغزالي أنه بعد طول معاناته للدراسات الفقهية والكلامية مال إلى التصوف كطريقة، وسلك مع أهل الطريق، وتكلم عن القلب والوجد والإدراك الذوقي، ويوضح لنا (المنقذ من الضلال) تاريخاً ممتعاً لحياته العقلية، وانتهائها إلى تفضيل الذوق الصوفي كطريق للمعرفة [1].

ويشهد ذلك على أن الغزالي طار من على فرع من شجرة الفلسفة ليحط على الفرع الثاني، فهو في الواقع لم ينتقد الفلسفة ككل، بقدر ما هاجم فلسفة المشائيين بوجه خاص

يقول- عن ذلك- سليمان دنيا:

ولمّا كان الغزالي قد أكثر من القراءة في كتب الفلاسفة، وكان للفلاسفة محاولات عقلية تجعل آراءهم أنظر وأبهج من آراء غيرهم، فربما أبرقت هذه الآراء أمام مرآة قلبه، فظنها فاضت عليه من خارج وإن نبعث من الخزانة ولم تفض من الخارج [2].

وأما الفرع الذي وقع عليه الغزالي من الفلسفة؛ فهو فرع الإشراق كما يعتقد د. الآلوسي فيقول: وعندي أن تفسير هذه الظاهرة التي تحيّر أمامها (دنيا) ينحل بهذا الذي ذكرته عن تصوف الغزالي العقلي أو فلسفته الإشراقية، وبأسلوب أوضح أقول: إن العزالي تبنى الفلسفة الفيضية، وهذا يشكل عنده واحداً من أركان التصوف العقلي أو الإشراقي، أعني ركن العلم، مضافاً إليه ركن الإشراق أو الذوق، وهذا الذي أقوله ليس فقط يؤيده أن كتب الغزالي الخاصة تتضمن فلسفة فيضية واضحة المعالم والخطوط، وأن كتبه الخاصة ك- (المشكاة) مثلًا تتكلم عن إشراق الأنوار حسب نظرية الفيض مع إبدال بعض كلمات الفلاسفة مثل ابن سينا بألفاظ جديدة، مثل النور وإشراق الأنوار على عادة الغزالي. وقد اعترف هو


[1] () المصدر، ص 108.

[2] () دراسات في الفكر الفلسفي الإسلامي، ص 275 نقلًا عن سليمان دنيا (الحقيقة في نظر الغزالي)، ص 543- 544.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست