responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 232

على جرائم الحكومة الظالمة ليس إلّا تأييداً لها.

فالتأييد يعني الرغبة الشخصية في استمرار الظلم، وذلك تبعاً لما يؤديه هذا الظلم للشخص المؤيد من مصالح، حسب تفاوت الدرجات. فهو يغضّ الطرف عن كلّ السلبيات التي تقال عن النظام الظالم، بل ويذهب أبعد من ذلك، حيث يسعى الى تصوير الظلم عدلًا، وتبرير الجرائم بما يوافق هواه، ويضمن له الاستمرار في الاستغلال والانتهازية.

أما المعارضة للظلم، فهي تأخذ طابعاً آخر مغايراً للظلم وأسبابه ودوافعه ونتائجه، آخذة بنظر الاعتبار المصلحة العليا للمجتمع، المنبثقة عن عدالة القوانين السماوية، او على الأقل ما يقرّه العقل وما تقرّه الفطرة من سلوك، وبالتالي فان معارضة الظالمين تصطدم بهوى الانسان ورغبات النفس.

إن الرأسمالي الكبير، الواسع الثراء لايمكنه الاعتراف بمساوئ الرأسمالية؛ والحزبي الكبير في النظام الشيوعي السابق- مثلًا- عاجز عن قول الحق تجاه ما ألحقه نظام الحزب الواحد والديكتاتورية المطلقة، بواقع ومستقبل البلاد الشيوعية .. والسبب في كلّ ذلك أنه ليس من السهل على المرء الاعتراف بأخطائه، فضلًا عن أن تكون هذه الاخطاء قد وصلت الى حدود الجريمة، وذلك لأن الاعتراف بالخطأ فيه الكثير من مخالفة الهوى.

وحول موضوعنا بالذات فإن القضية تنطبق على هذا المنهاج الصادق والسليم؛ فهوى الانسان إما ان يتّجه الى الجبر أو التفويض. إنه يتجه الى الجبر ليتحلل عن مسؤولياته الشرعية والذاتية والاجتماعية، ويتّجه الى التفويض ليتهرب من مسؤولياته الشرعية والذاتية والاجتماعية أيضاً. والفرق بين الاتجاهين يكمن في

نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست