responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 233

المظهر فقط، فالجوهر في الحالتين متفق تماماً على ملازمة الهوى. فالمجبرة يقولون بأنّ الله أمرنا بأوامره ونهانا عن نواهيه ولكنه لم يعطنا القدرة على الالتزام بالأوامر والنواهي. والمفوضة يقولون بأن الله لم يأمرنا بشيء، ولم ينهنا عن شيء، بل فوّض الواقع الينا.

القدرية والمسؤولية:

وعلى ذلك لايبدو أي فارق بين الطرفين والاتجاهين، بل انهما خطّان متوازيان ينتهيان الى نقطة واحدة، هي التملّص من تحمل المسؤوليات، ولذلك فإن لعنة رسول الله صلى الله عليه وآله حقت على القدرية التي تشمل أهل الجبر وأهل التفويض في وقت واحد.

وإنما ضلّ فلاسفة البشر غير المهتدين بهدى الله وهدى رسالاته بسبب القول بالجبر، وأكثر ما ضلّ البسطاء من الناس بسبب القول بالتفويض. ولأننا نناقش الفلاسفة في أحاديثنا؛ فلابدّ أن نناقش الشبهات التي أوردوها في هذه المسألة.

إن من قال بالجبر يهدف الى التحلل من مسؤولياته من دون شك. فهم لكي يقولوا بأن رسالات الله باطلة، وأن الله أمر عبثاً ولم يأمرنا حقيقة، وأنّ القرآن نوع من المزاح، وأن الرسل نوع من اللعب واللهو، وأن أقوال الرسالات السماوية نوع من الكلام الفارغ؛ لكي يصلوا الى هذه النتائج ثم ينتهوا بالتالي الى نبذ الواجبات والأوامر والمناهي قالوا: بأن الله هو الذي يجبرنا على أعمالنا، وأنه لا حول ولا قوة لنا فيما نمارسه من أفعال.

ونحن في مقابل ذلك ينبغي أن نقاوم هذه الفكرة بكلّ وعي وتحدٍ؛ مرتين؛ مرة باعتبارها فكرة خاطئة، ومرة باعتبارها موافقة لهوى النفس الأمارة بالسوء؛

نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست