قبل الشروع في الرد على الشبهات التي حامت حول مسألة الجبر الاختيار، ينبغي الاشارة الى حقيقة هامة؛ وهي أن هناك منهاجاً دقيقاً للغاية لمعرفة الصواب من الخطأ؛ بإمكان الانسان استخدامه، وبفضل هذا المنهاج تتم المعرفة ذاتياً، والتمييز بين السليم والسقيم من الافكار، وبصورة واضحة. وقد أشارت الآيات القرآنية الكريمة والروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام الى هذا المنهاج غير مرة.
والمنهاج هو عبارة عن عرض هذه الفكرة أو تلك على هوى النفس، فما وافق الهوى فإنه يكون مخالفاً للحق وللصواب عادةً ما، وما خالف هوى النفس الأمارة بالسوء يكون موافقاً للحق وللصواب عادةً ما.
ولكن كيف يتم ذلك؟ وماهي التجارب البشرية في هذا الاطار؟
يمكن القول بأن المرء حينما يعيش في ظل حكومة ظالمة- مثلًا- فهو لايعدو أن يكون واقفاً بين موقفين لا غير؛ فهو إما مؤيّد وإما معارض، والسكوت