responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفقه الإسلامي دراسة استدلالية في فقه الخمس و أحكام الإنفاق و الإحسان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 50

وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ، لأنه لو أنفق شيئاً لردّ إليه أضعافاً مضاعفة، وحاز على رضوان اللّه الأكبر. وأيُّ خسارة كهذه الخسارة، أن يُحْرَم الإنسان ثواب ربه ورضاه؟!. ولا يدل أمر اللَّه بالإنفاق على حاجته إلى ما نملك، تعالى عن ذلك علوًّا كبيراً.

وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ، ولأننا فقراء يجب علينا أن ننفق حتى يغنينا اللَّه من فضله.

وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ، فإذا بخلت أمة عن العطاء، فإنَّ الربّ يستبدلها بأمة خيراً منها، تنفق من أموالها، وتجاهد في سبيل اللَّه، وتُقدِّم التضحيات تلو التضحيات، وتصبر وتستقيم.

إنّ توفيق حمل الرسالات الإلهية شرف عظيم لا يُعطيه اللَّه إلَّا لمن استعد لدفع ثمنه، وثمنه خوض القتال والإنفاق، فإذا ضعفت أمة عنها قيّض اللَّه لها أمّة أخرى!. وحول هذا المقطع من الآية جاءت رواية ذكرها أغلب المفسرين وبطرق عديدة:

رُوِيَ أَنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه (ص) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه، مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ؟. وَكَانَ سَلْمَانُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّه فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ، فَقَالَ (ص):

«هَذَا وَقَوْمُهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مَنُوطاً بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ فَارِسَ» [1].

وجاء في رواية أخرى عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:

«قَدْ وَاللَّهِ أَبْدَلَ بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمُ المَوَالِي» [2].

والواقع: إن التاريخ يشهد أنّ رسالة الإسلام حملها بعد العرب شعوب أخرى كالفرس والأتراك، وإذا خذلها المسلمون اليوم، فقد يُقيِّض اللَّهُ لها من أقصى الأرض من يحملها ويُؤدي حقَّها ثم لا يكونوا أمثال المسلمين.


[1] مجمع البيان، ج، ص ..

[2] بحار الأنوار، ج 22، ص 52..

نام کتاب : الفقه الإسلامي دراسة استدلالية في فقه الخمس و أحكام الإنفاق و الإحسان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست