إنّ البخل بالمال- خصوصاً في ظروف الهزيمة- دليل الخبث والنفاق.
وماذا يجني البخيل؟. ولماذا يُكدِّس الثروة- التي أعطاه اللَّه-؟. هل يكدسها ليوم القيامة، حيث تتحوَّل ثرواته المغتصبة إلى حزام من النار يُحيط به ويأخذه إلى جهنم؟.
أما في الدنيا: فإنه سيموت، ويُورِّث اللَّه ثرواته لمن يشاء، أو ينتصر الرساليون على أخذ ثرواته شاء أم أبى، ولا ينفعه التعليل والتبرير؛ لأن اللَّه خبير بما يعمل العباد، ويجازي الناس حسب خبرته لا حسب أقوالهم وادِّعاءاتهم.
قد يكون المنافق واحداً منا دون أن نشعر؛ لأنه قد يستطيع الواحد أنْ يقاوم ضغط الفقر، وصعوباته، ولكنه ينهار أمام إغراء المال، بل قد يقاوم هذا الإغراء ولكنه ينهار أمام إغراء السلطة والجاه، وهكذا على الإنسان أن يتزَّود بالإيمان، ويتسلَّح بالإرادة الصلبة، والتوكُّل على اللّه، حتى لا يصبح مثل الذين يقول عنهم القرآن: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ، أي إنهم بالإضافة إلى عدم وفائهم بالعهد السابق الذي ألزموا أنفسهم به من الصدقة، بالإضافة إلى ذلك تجدهم يتحدون شريعة اللَّه وأوامر الرسول.
جاءت في التفاسير قصة طريفة، حيث إنّ شخصاً باسم (ثعلبة بن حاطب) وكان