من حكمة ربّنا ورحمته بنا أنّه لم يأمرنا بإنفاق جميع أموالنا، وإلَّا لم يكن يتمسك بعروة الإسلام إلَّا القليل من الناس.
إِنْ يَسْأَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ، يُجْهِدْكُم في المسألة، من الإحفاء بمعنى الإصرار في المسألة تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ، ولكنه جعل دينه سهلًا لينتمى إليه أكبر عدد من الناس، وإذا كان صعباً بحيث يأمر بإنفاق كل المال، كان يظهر البخل الذي تنطوي عليه أغلب النفوس.
وبالرغم من أنّ اللّه لم يأمرنا بإنفاق جميع الأموال، ترى البعض يبخلون، كما بخلوا بأنفسهم حين أُمِروا بالقتال، حيث قال سبحانه: هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّه فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ، لأنهم لم يُدرِّبوا أنفسهم على البذل والعطاء والتضحية، وجذبهم حب الدنيا وأوثقهم بوثائقه، وبالتالي تصوروا أنّ الإنفاق مَغْرَم، بينما هو مغنم كبير.