ولعلنا- لو تقدم بنا العلم- عرفنا ان وجود الموجودات لايعدو ان يكون
بعض مراتب الوجود نفسه.
2- الصلة بين العدم والوجود
هل الكون حادث؟ نعم لانه متطور، ولأن القانون العلمي اثبت وجود عمر
محدد للكون، وانه لا يمكن ان تسير حرارة الكون من الصفر الى الواحد بل انها تسير
بصورة عكسية تماماً من الطاقة الى" لا طاقة" حتى تنتهي طاقات الكون
جميعاً.
وبعد
ان حدوث الكون دليل على ان ذاته لم يكن موجوداً، وهل يمكن ان يكون
شيء ذاته الوجود ويكون معدوماً في لحظة من الزمن. افلا يكون هذا تناقضاً ظاهراً؟
ان التفسير الوحيد لوجود الكون بعد عدمه يكمن في القول: بعدم انقلاب
الذات من العدم الى الوجود، بل اعطاء نور الوجود للعدم عطاءً مستمراً، بحيث لو
توقف العطاء تحولت الموجودات الى العدم.
وهذا التفسير يهدينا الى الفرق الكبير بين الوجود كحقيقة ثابتة ظاهرة
بذاتها، والموجود كظل متطور ظاهر بغيره.
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة سبحت اسم الله، كما ابتدأت سور الكتاب
باسمه العظيم، وحين نسأل عن معنى الاسم في اللغة، نجد انه العلامة والدليل الى
شيء ما، ثم حين نعود الى القرآن الحكيم نجد ان هذا الاسم كان سبباً في خلق
الاشياء، من ارض وسماء، ونجد في آية اخرى