القرآن مصدر نور يضيء دروب الإنسان في الحياة، فهو المصباح الذي
يهديه إلى السبيل القويم، والنور الذي يستنير به في العثور على ضالّته في الحياة،
ليصل إلى المحجة البيضاء، وإنّ أولئك الذين استبصروا بالقرآن وبصائره، واهتدوا
بنوره وهداه لم يضلّوا، ولم يقفوا حيارى في طريق سيرهم التكاملي، فهم ينظرون إلى
المستقبل كما ينظرون إلى حاضرهم، وكما خبروا ماضيهم، ذلك إن في القرآن أخبار
الماضين، والعِبَر التي ينتفع بها الحاضرون والآتون. فبأخبار الماضين يتَّعظ
الحاضرون، فيبصرون السبيل، وبهم تهتدي الأجيال القادمة، وينار أمامهم المستقبل.
والله سبحانه وتعالى هو الذي رسم السنن، وشرع القوانين، وأقام أسس
الأنظمة السائدة في هذا الكون، ولذلك فإنه تعالى أجدر بأن يرشدنا السبيل إلى معرفة
سننه والنظم التي تنطوي عليها، ويدفعنا إلى التحرك والسير عبرها نحو الأهداف
التكاملية.
وقد ضَلَّ ضلالًا بعيداً أولئك الذين يدعون غيرهم إلى القرآن، ولا
يغتنمون الهداية بنوره الوضّاء، فيكون مثلهم كمثل الذي يصفه القرآن الكريم قائلًا:
[... كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ