إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَ مَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَ مَا
دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ]
[1]، أو كتائهٍ في ظلمات يُعبِّر عنه تعالى في قوله: [...
ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَ
مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ]
[2].
وهكذا فإن النور الذي يهتدي به الإنسان إلى طريقه، وينقذه من مُضلّات
الحياة ومتاهاتها إنما هو من الله عزّ وجلّ، هذا النور الذي يتجلّى بهيّا وساطعاً
في كتابه العزيز.
ومن ميزات القرآن الكريم أنه كتاب خالد لا يخلقه مرور الأزمنة
والدهور، والسر في ذلك أنه لا يعالج المتغيرات، فكل ما فيه هو تعبير عن السنن
الثابتة التي لا تتغير.
القرآن هو كتاب الحق، فهو لا يحدثنا عن المظاهر الخارجية للحقائق
إلّا بشكل مقتضب، بل يحدثنا عن القيم والسنن، وعن الخلفيات والقواعد الحقة، فإذا
حدّثنا تعالى عن مواجهة الإيمان والمؤمنين للكفر والكافرين فإنه لا يحدّثنا عن
طبقة معينة في مكان محدد، بل يفصِّل لنا القول عن الإيمان كإيمان، والكفر ككفر،
ويحدِّثنا عن واقع الإيمان والكفر وحقيقتهما، لا عن مظاهرهما ومصاديقهما.
القرآن يكشف عن الحقائق
نعم، من الممكن أن يضرب لنا القرآن الكريم أمثلة واقعية، ولكننا إذا
أمعنّا النظر في آياته فإننا سنكتشف