همَّ الإسلام، لأنّ همّين لا يمكن أن يجتمعا في قلب واحد، وحتى إذا
اجتمعا فإنهما لا ينميان في الإنسان قابلية الصمود في العمل الرسالي، وعلى العكس
من ذلك فإن الإنسان إذا تقشف في الدنيا، وزهد فيها، ولم يهتم بالمظاهر الدنيوية
فإنه حينئذ سيكون بمقدوره حمل هم الرسالة الإسلامية.
ضرورة الاستمرارية في العمل
وأخيراً يوجّهنا تعالى إلى برنامج مهم يتمثل في قوله تعالى: [فَإِذَا
فَرَغْتَ فَانْصَبْ]، فالذي يحمل همّاً كبيراً، أ و يتطلع إلى تحقيق
هدف عظيم فإنه لا يفرغ من عمل إلّا لينشغل بأداء عمل آخر، وزاده في هذه الرحلة
الطويلة ذكر الله، والرغبة في ثوابه.
وقلب الإنسان هو الذي ينخر فيه التعب لا جسمه، لأن تعب الجسم ناجم من
الروح والأعصاب، فإذا كانت النية قوية فإن الجسم سيتحمل متطلباتها، والذي يجعل
الإنسان نشيطاً حيوياً هو الهدف السامي، والثقة المستمرة بالله، وبالتالي نبذ
الهموم الثانوية جانباً.