responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 327

حتى أضحت أمة أصيلة.

والملة ترد أيضاً بمعنى الشريعة، ولها امتدادها المنطلق أساساً من الوحي الذي كان ينزل على النبي إبراهيم (ع).

والأبوة الإبراهيمية؛ أبوة روحانية.

وآية قرآنية أخرى تدل على هذه الحقيقة، وهي إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنينَ‌ [1]. ولم يخرجوا عن ملته ودينه .. وإنما انضووا تحت لوائه وصاروا مسلمين لله تعالى من حيث تسليمهم لإرادة الواحد الأحد، بعد أن عبدوه وركعوا له وسجدوا وفعلوا الخير وجاهدوا في سبيله حق الجهاد.

- وَ في هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهيدًا عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ‌

بعد أن اكتملت شخصية المؤمن بالركوع والسجود وفعل الخير، وبعد أن اكتملت الملة الإبراهيمية بالجهاد الدائب، حانت ساعة الانطلاق عبر الأمم بالشهادة عليها.

ولأن شهادة الرسول على الأمة قد بيَّنها ربُّنا سبحانه في آيات شتى وبتفصيل، فهو الذي يدعو إلى الله، ويتلو آياته، ويُزكِّي النفوس، ويُعلِّم الأمة، ويُطاع فيها بإذن الله، وإليه يُردُّ ما يختلف فيه المسلمون، وهو الذي يقضي بينهم إذ لا رادَّ لقضائه، وهو بالتالي الذي تعتصم به الأمة وتنصهر في طاعته كل الفئات.

فكذلك الأمة تتحمَّل المستويات ذاتها، أو لا أقل الكثير منها ولو بنسبة متفاوته فيما يتصل بعلاقاتها بسائر الأمم.


[1] سورة آل عمران، آية 18.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست