responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 326

فإذا كانت المسألة مُتعلِّقة بإطار فردي، فالفرد هو الذي يُحدِّد وضعه، وبالتالي يُحدِّد مستوى حرجه. وهكذا الأمر إن كانت المسألة مُتعلِّقة بإطارها الجمعي، فإن قيادة المجتمع تُحدِّده وفق الظروف الموضوعية.

وهكذا نستطيع استخلاص قاعدة دينية ذات مصاديق كثيرة جدًّا في الحياة الفردية والاجتماعية، وهي أن دين الله هو دين الاعتدال، كما أنه يدفع بالإنسان المؤمن ليكون مُعتدلًا، ففي الوقت الذي يحثُّه على أداء فريضة الجهاد، فإنّه يمنعه- مثلًا- من إيقاع نفسه في التهلكة. والأمثلة التالية قد تُوضِّح الأمر

أولًا: جاء في الحديث عن النبي (ص) وهو يُبيِّن حدود التعبُّد لله سبحانه

إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ‌ [1].

ثانياً: في حقل العلاقلات الاجتماعية، جاء في الآية الكريمة وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذينَ يَمْشُونَ عَلَى اْلأَرْضِ هَوْنًا وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلامًا [2].

ثالثاً: وفي حقل العلاقات الدولية، قال ربُّنا سبحانه وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهيدًا.

- مِلَّةَ أَبيكُمْ إِبْراهيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ‌

كما أن الاجتباء الإلهي لا يأتي من فراغ، كذلك لم تأتِ عظمة أمة النبي (ص) من فراغ، بل إنها ذات امتداد تاريخي وجذور حضارية


[1] الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 86.

[2] سورة الفرقان، آية 63.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست