منظومة من العذاب بَيَّنها القرآن بالنسبة إلى الكفار في الآيات
السالفة، وها هي منظومة من الثواب يُبيِّنها ربُّنا المتعال بالنسبة إلى المؤمنين.
وبعيداً عن بيان هاتين المنظومتين، لابد أن نتساءل عن الهدف من هذا السياق
القرآني؛ الذي إن عرفناه استطعنا أن نحققه في أنفسنا.
لتوضيح الإجابة، لابد أن أقول بأن للإنسان نوعين من الأفكار، نوعاً
يُعدُّ ظرفاً، ونوعاً يُعدُّ مظروفاً. أما الأفكار الظرفية؛ فهي ما يمكن تسميته
بالعقل الباطن؛ أي غيب النفس الإنسانية. فيما الأفكار المظروفية هي التي تتوارد
على ذلك.
وإزاء كل ما يرد على الإنسان من النوع الثاني تكون ردة الفعل من
جانبه، بناء على ما هو موجود لديه من النوع الأول؛ أي أن النوع الأول من الأفكار
هو الذي يُحدِّد موقف الفرد من أفكار النوع الثاني.
فقد يسمع شخصان صوتاً مدوياً واحداً، فترى الأول يثبت
[1] تفسير القمي، الشيخ علي بن إبراهيم القمي، ج 2، ص 81.
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 101